صحيفة عسير _ سعيد ال عايض:
أجرت أستاذ النسيج والملابس المساعد بجامعة الملك خالد الدكتورة وفاء محمد سماحة بحث بعنوان ( الإفادة من التراث الشعبي العسيري لإثراء التصميم الزخرفي للمفروشات) بهدف إثراء كل من الجانب التصميمي، والجمالي للمفروشات الحديثة.
كما هدف البحث إلى الاستفادة من جماليات التراث الشعبي العسيري المتمثل لتراث وثقافة جنوب السعودية, وإثراء التصميم الزخرفي لبعض المفروشات من خلال الزخارف الشعبية العسيرية, وإعادة تصميم زخرفيات مقترحة مستمدة من الزخارف الشعبية العسيرية لإثراء التصميم الزخرفي للمفروشات, والوصول لقيم جمالية ونفعية جديدة للمفروشات تتميز بالأصالة والابتكار.
وأستخدم البحث كلاً من المنهج الوصفي (دراسة تحليلية للوحدات الزخرفية للفن العسيري والتي تشكل العادات والتقاليد بمنطقة عسير) و المنهج التجريبي (استحداث تصميمات زخرفية لوحدات من الفن العسيري وتوظيفها باستخدام الحاسب الآلي لتلائم تصميمات المفروشات), وتمثلت أهمية البحث في التعرف على السمات الفنية الزخرفية المتنوعة للتراث الشعبي العسيري, والابتكار، والتجديد، ومحاولة الابتعاد عن التصميمات التقليدية للمفروشات, وفتح مجال جديد للتنوع في التصميمات الزخرفية للمفروشات تحمل طابع تراثي أصيل, وإثراء الجانب الجمالي (التصميم الزخرفي) لبعض المفروشات.
وتمثلت أدوات البحث في التراث الشعبي لمنطقة عسير, وتصميمات للمفروشات والإفادة من إمكانات الحاسب الآلي في إخراج التصاميم المقترحة, واستمارة استبيان لتحكيم الحقائب المنفذة من إعداد الباحثة.
ووفقا للبحث فإن الزخارف في عسير تميزت بالعديد من الخصائص حيث أنها تأثرت بتعاليم الدين, كما استخدمت زخرفة الهلال، والنجمة، وهي زخارف شعبية مستوحاه من الفنون الزخرفية الإسلامية, إضافة إلى التنوع في الزخارف الشعبية حيث شملت معظمها على الزخارف الهندسية والنباتية، والرمزية, كما تميزت بتحوير عناصر الطبيعة إلى أشكال مجردة وهندسية, وبالبساطة وهي الصفة التي تتميز بها البيئة المحيطة التي استوحت منها هذه الزخارف, كما تميزت أيضاً بالتكرار في الوحدات الزخرفية، وملء الفراغات في التصميم الزخرفي الأساسي، وهي صفات تميزت بها الزخارف الإسلامية القديمة والزخارف التقليدية .
وكشفت نتائج البحث أن الدراسة الفنية التحليلية للسمات الفنية في الفن الشعبي العسيري تعد مدخلاً ملهماً للتجريب والبحث عن الحلول الفنية المتنوعة لتصميم المفروشات, كما كشفت النتائج عن أهمية الفن الشعبي بكافة أشكاله المادية، والمعنوية، والتي تعد خلفية الماضي الذي يشكل المستقبل للأجيال الجديدة, إضافة إلى إمكانية زخرفة المفروشات بأساليب متنوعة، وتقنيات مختلفة من حيث الخامة، والشكل لتنوع الوحدات الزخرفية للفن الشعبي العسيري.
وأوصى البحث بالاهتمام بالسمات الفنية المتنوعة للفنون الشعبية لما لها من أساليب وملامح متميزة، واستخدامها في الغرض الوظيفي المناسب لها في مجال النسيج والملابس, مع الحرص على الاهتمام بالتنوع في تقنيات التطبيق في تصميم المفروشات مما يساعد على إثرائها.