تلقيت كغيري من محبي سعادة الأخ الدكتور سعودالمصيبيح رسالة يذكرنا فيها بذكرى وفاة معالي وزير التربية والتعليم الراحل الأستاذ الدكتور محمدبن أحمدالرشيد، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته ورزقنا من بعده الصبروالاحتساب على فراقه الغائر في ذواتنا.
إنه الرشيد الذي أشعل فتيل الإبداع وحمله بيمينه الواثقة وسار يضيء به طرقات العارفين ، فتوهج المكان والزمان بنور لم يسبق له مثيل وأصبح التربوي وأبناؤه الطلاب يتلون القرآن العظيم في أقصى الجنوب بسنا مشكاته وهو في أقصى الشمال ، وصار الطفل يحدو بترانيم الوطن وهو غائر الدفء في حضن والديه، وكاد الميدان بأن يولد في السنة بأضعاف ماتلده الأمهات وفي قالب من العالمية والشموخ.
الرشيد الراحل كان يحمل هم الوطن فغرس للوطن أنموذج وفاء!
وكان يحمل هم المعلم فوثب بالمعلم إلى القمة في ظرف زمني وجيز!
وكان يحمل هم الطالب فكان هو الطالب بعينه!
وكان يحمل هم المدرسة فأسس كياناً تربوياً والشواهد فيما أقوله كثيرة ومتجسدة!
لقيته ذات مرة بعد أن وفقني الله وصديقي الأستاذ/ سعود الثبيتي ، وهومُخرج لمدرسة الرشيد المتحضرة ، فأسسنا برنامجاًحاسوبياً لمدرسة كنت مديراً لها في مكة المكرمة وكان هذا البرنامج عبارة عن موقع إلكتروني يعتبر الأول من نوعه على مستوى تعليم المنطقة كما أنه فاز في أحد البرامج المشهورة والمتخصصة في المواقع التعليمية في قناة دبي الفضائية بالمركز الثالث على مستوى الوطن العربي على حد علمي في تلك الحقبة ،وكان الفضل كله بعد توفيق الله لرفيق دربي الأستاذ/سعود حيث كان يقوم على تصميمه والإشراف عليه ، وفي حينها رفعت ملخصاً عن عملنا هذا لمعاليه رحمه الله ، فتواصل معنا في نفس اليوم مقدماً شكره وتقديره لما بذل من جهد ، وفي لقائي بمعاليه رحمه الله تطرقت لجهوده وحرصه على جميع منابع التربية في وطننا الغالي وكان حيياً في تفاعله يبدي لك وبك الإعجاب وكأنه يعرفك من سنين ، وعندها تتوقد الهمم وتعلو الأفكار وتزكو النفوس.
يامعالي الغائب عنا فمهما قلنا ومهما كتبنا فلن نوفيك قدرك ولن نبلغ بذلك ثنائك ذلك لأنك شرعت لنا نحن التربويين بأن التربية ميدان شرف وإخلاص ، كما هي رسالة الأنبياء من قبلنا.
وأخيراً فحين تقطر لك دمعتي بعد سنين من فراقك فلا غرو لأنك خلوت بعملك وسيقت لك الأجور من خلفك تزفك للجنة نزلاً ، هذا حسبنا فيك ، وهذا رجاؤنا من الله لك!
عبدالله آل قرّاش
مكة المكرمة
١٤٣٧/١/٢٥هـ>