قُدّرَ لي أن أذهب إلى جامعة الملك خالد لإجراء اختبار من أجل الدراسات العليا ، وكانت لدي نشوة أن أقابل الطلّاب وأعيش الأجواء التعليمية معهم ، ورأيت اليأس في وجوه البعض وقلت لنفسي هؤلاء ممن لايدرك أهمية التعليم ، وقابلت متذمرين ولكن حماستي جعلتني أصنّفهم من السلبيين وقبل دخولي الإختبار ، تذكرّت بأن هويتي مفقودة ولدي نموذج من الأحوال المدنية يثبت ذلك مع ورقة من الشرطة فيها البلاغ وأيضاً بطاقة عمل ورخصة قيادة وبطاقة ثالثة وجميعها فيها رقم الهوية وصورتي الشخصية ولم يخطر ببالي أي تعقيد فلدي مايثبت هويتي .
وتفاجأت بعدم دخولي الإختبار وبعد إحالتي إلى الدكتور مدير اللجنة وجدتُ شخصاً صعبا لم يمنحني حتى فرصة التحدث ، مجاوباً بالرفض البات لأن الأنظمة تنص على ذلك ، مبررا بأنهم يطبقون الأنظمة فقط .
ثم دار بيني وبينه حوار على طريقة الإدارة وأن الهدف من الهوية هو تجنب دخول شخص آخر غير الطالب وقد تم الوصول للهدف ولكن حرماني وغيري بهذه الطريقة تعسف والمدير الناجح هو من يعمل على تحقيق الأهداف وليس الهدف تطبيق الأنظمة فالآلة الحديدية تستطيع أن تفعل ذلك ، وكانت كل إجاباته تطبّيق النظام ولايكترث بأحد .
ودار بخلدي بأن هؤلاء المقيدون بالأنظمة لن ينتجوا لنا جيلاً مبدعاً بل سيكونوا حجر عثرة لكل طالب بارع ، وتساءلت كيف تتم مضايقة طالب العلم؟
مافائدة العلم بدون مرونة وعطاء وتكاتف ؟
مافائدة العلم إذا لم يكن الهدف منه مساعدة الآخرين على تحقيق أهدافهم؟
لقد انتشر بين طلاب الجامعة القولون والقرحة والضغط النفسي ومن يشيب رأسه وهوفي زهرة الشباب بسبب تأخير أمورهم .
البعض حقيقة ثقب في عجلة التنمية ، بل هم من أسباب عدم تطور التعليم
وسبب رئيسي في ترك الكثير من الطلاب الجامعات .
والأولى أن لايقف كل من ليس لديه مرونة ورحابة صدر حاجزا في طريق مستقبل أبنائنا.
ويجب على كل من ولّي مسؤولية في أي إدارة كانت أن لايشق على الأمة.
وقد عشنا في زمنٍ سابق نعاني من نوعية من الموظفين ينظر فقط في الجزء المفقود من المعاملة لكي يرفض إستلامها ويرتاح من خدمة الناس .
ذهبوا وفرحنا كثيراً.
لأن الأنظمة تغيرت والوزارات والجهات الناجحة تطور من أدائها بإستمرار فالهدف هو تقديم الخدمة أو التعليم بإنتظام لا البحث عن عذر للتوقف عن ذلك .
ولازال هناك أناس يتشبثون بتلك الأنظمة التي أكل عليها الدهر وشرب
ولكن الجامعات مازالت تحتضن منهم الكثير .
ولا أعلم تفسيراً بتمسّك الجامعات بهؤلاء ، فأقترح أن تستبدلهم برجال “آليين” يطبقون النظام والنظام المرن المتسم بالرحمة والتكافل الإجتماعي .
أشكر كل شخص تخرّج من جامعة الملك خالد وأرفع له القبعة إحتراماً وإجلالاً لصبره وتحملة وأتمنى من الشركات والإدارات أن توظفهم لأنهم صبروا على مالا يطاق وسيتحملون أعباء الحياة فلقد نجحوا في تخطي الحاجز الأكبر والمثبّط الأعظم.
بقلم _ خالد يوسف عيدان.>