القراءة أساس الثقافة

 

IMG-20151220-WA0006

 

يقال أن القراءة مجرد وسيلة إرسال وإستقبال.. والكلمة المكتوبة على الورق هي تصوير للمنطوق.. وهي صورة تحول الكلمة من مقروء إلى مسموع.. والتسجيل الصوتي والمرئي يحل محلها في إيصال المعلومة.. ولاتفترض أي خطورة في غيابها.. حتى الكثير من القنوات التلفزيونية أصبحت تعتمد على الأفلام الوثائقية في حفظ التاريخ.. الأكيد ان القراءة لاغنى عنها.. في هوليود الأفلام الأكثر إثارة وتشويق هي المبنية على نص متكامل وخاصةً اذا كان هذا النص عبارة عن رواية جميلة وشيقة.. ولكن.. هل الأجمل مشاهدة الرواية على شكل فيلم سينمائي أم قرائتها؟ لقد قرأت رواية شكسبير الشهيرة..(تاجر البندقية) وشاهدتها ، مع العلم أن العمل السينمائي كان عملاً جباراً وقام بدور بطولة الفيلم الممثل الشهير والمبدع (آل باتشينو).. وكانت قراءة الرواية أجمل.. لأنك تطلق خيالك الذي وهبك إياه الخالق سبحانه.. فلم يستطيع القائمون على الفيلم إظهار إعصار البحر وتحطم السفينة التي كانت ينتظرها إنطونيو.. وبقراءة النص تتخيل ذلك وكأنك تعيش الحدث.. إذاً القراءة متعة وخيال لايستطيع أحد أن يسلبها منك.. وتجوب العالم وأنت في مكانك.. ولأن حياة واحدة لاتكفي فقد تعيش حياة أكثر من شخص بقراءة سيرته ومذكراته.. وتضع أكثر من عقل في عقلك.. إن المبدعون والعلماء والمخترعون لم يصلوا إلا بالقراءة.. إدعاء أن قانون نيوتن أتى عندما سقطت التفاحة بمحظ الصدفة ، في منتهى السذاجة .. فلم يتوصل لقاعدته الشهيره إلابعد قراءات وبحوث.. فعندما يجمع الشخص أكثر من عشرة آلاف معلومة في تخصص معين فإنه يصبح مبدع في هذا التخصص وقد يؤسس نظرية أو ينفي قاعدة أو نظرية أخرى… ولاتستطيع المسجلات الصوتية والأفلام الوثائقية تأمين هذا الكم الهائل من المعلومات.. إنني أستدل على أن القراءة المصدر الأساسي للثقافة والعلم بأول آية أنزلت على أمتنا.. إقرأ بسم ربك الذي خلق.. ولم تكن منزلة لسبب خاص فقط.. فالقرآن أشمل وأكمل.. ولكل زمان ومكان.. إقرأ.. لتبني حضارة.. إقرأ.. لترتقي.. إقرأ.. لينجلي الظلام والجهل.. إقرأ.. ليسود الإسلام والسلام.. إن القارئ الجيد لايُهزم أبداً.. ويجد مايقول في إي ظرف.. ومسألة ماذا تقرأ ؟ وكيف تقرأ؟ شأن آخر للمتقدمين.. القراءة كانت جزء من إيصال المعلومة سابقاً ومع الثورة المعلوماتية ، أصبحت هي الثقافة وهي المعلومة.. وفارق التطور بين الأمم بمعدل القراءات عند أفراد شعوبهم.

 

خالد عيدان.

>

شاهد أيضاً

بإشراف من مدير فرع " فنون " بيشة
 
إشادة من المتدربين والجمهور لورش المسرح من ” الفكرة إلى الخشبة “

صحيفة عسير – حنيف آل ثعيل : بإشراف من مدير فرع جمعية الثقافة والفنون ببيشة …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com