لقد تجاوزت الخمسين من العمر قضيت منها فتره ليست بسيطه في مجال الإعلام المقروء كمصور صحفي تجاوزت السته عشر عاماً تعرفت من خلال هذه الفتره على زملاء أعزاء من خارج المهنه مهنة الصحافه ومن داخل المهنه وعندما شاءت إرادة الله أن أترك العمل الصحفي وأتجه إلى عمل أخر وجدت معظم هؤلاء الأصدقاء مثل فقاعات الصابون سرعان ما تطايرت في الهواء يمكن من وجهة نظري أنهم تأثروا بالعولمة فأصبحوا أصحاب مصالح فمع الأسف أن الأخرين ينظرون للإعلاميين بأنهم أصحاب الحرف والكلمة وأنهم صفوة زمانهم .لقد حصلت لي قصه مع أحد الزملاء والذي معه في صحيفة واحده سنوات عديده وكان بيني وبينه صداقه غير عاديه ولما فرقتنا ظروف الحياه، وأصبحنا خارج الإعلام تقابلنا بعد سنين بالصدفة في مكان عام ، ومن حبي لهذا الصديق أستقبلته بحراره وجلسنا نتذكر أيام العمل الصحفي ، ومتاعب مهنة الصحافه ولأكثر من ساعه وعندما أتينا لنفترق طلب رقم هاتفي فأستغربت فقلت له يا عزيزي هل نسيته ؟ ثم جاءت الطامه الكبرى عندما سألني عن أسمي لكي يسجله في هاتفه فشككت فيه ألست فلان ابن فلان فقال نعم فقلت له هل نسيتني قال لقد نسيتك تماماً..!عندما نسيني الزملاء مثلما نسوك أنت أيضاً ، وَمِمَّا يؤلم ويدمي القلوب أن لايتذكر الزميل زميله في أي لحظه كانت ، وأنني عبر هذه الأسطر أقترح على صحفنا الغراء أن تضع زاويه أسبوعيه أو شهريه على الأقل حتى وأن تواجد مواقع التواصل الإجتماعي تطلق عليها (جسر التواصل ) بين الأصدقاء الذين تركوا المجال الإعلامي سواء بالتباعد أو غيره أنني أعتقد أن أي صداقه تصل إلى هذا المستوى أجزم أنها وصلت إلى درجة الجحود والنكران ، والامبالاه . أن الصداقه يا أخوان أسمى وأكبر من كل شيء على وجه الدنيا وليتذكر أخواني الذين لا يزالون في المجال الصحفي بكل مجالاته أنه ربما يأتي يوم عليهم يسألون عن أصدقائهم ، وأصدقائهم لا يسألون عنهم مثل ما حصل لي ولزميلي لقد قال لي أحد الزملاء عندما سألته عن بعض الزملاء الذين عرفتهم وذهبوا إلى جهة غير معلومه قال لي أن الدنيا فرقتنا ولكن ليسمح لي هذا الزميل أن الدنيا لم تفرقنا ، ولكن عقولنا وقلوبنا هي التي فرقتنا ، فاليوم العالم أصبح قريه صغيره وأصبح التواصل بأي مكان على (قفا من يشيل ) فإلى متى هذا الجفاء ؟!.
وأنني أقترح على كل صحيفه أن تسأل عن العاملين الذين كانوا يعملون عبر صفحاتها ولو من باب المجامله فالأتصال مثلاً لا يكلف شيئاً ولو على الأقل في الأعياد أو المناسبات .
وللجميع الحب والتقدير وسامحوني ..
علي مفرح عسيري>
شكرآ يا أستاذ علي مفرح الشديدي