العام الدراسي الجديد على الابواب.. والمدراء وخيارات التطوير والتغيير.

 

IMG-20140826-WA0121

 

صحيفة عسير : – شذى الشهري :

 

نحن على ابواب بداية عام دراسي جديد تستعد فئات عديدة من المجتمع لاستقباله سواء على مستوى وزارة التربية والتعليم الى اصغر طفل ينتظر دخول بوابة المدرسة لاول مرة في حياته، ولكن يبقى سؤال يطرح نفسه دائما ماهو الجديد الذي سعينا اليه لتطوير العملية التعليمية في مدارسنا لا سيما اننا نعاني من معوقات وتحديات عديدة بسبب متغيرات محلية ودولية تجعلنا امام خيار التغيير والتطوير في مجالات عدة اهمها مجال التعليم ومن داخل هذا المجال نقف عند مديري المدارس وما دورهم وهل ادوا مسئوليتهم على اكمل وجه، وسعوا الى تطوير وتنظيم عملهم مع بداية كل عام دراسي.

مسئولية متبادلة بين الوزارة والمدير

تواجه المؤسسات التعليمية في المملكة تحديات ومعوقات حقيقية ومن ذلك الخطأ في اختيار الكوادر التعليمية بمختلف مستوياتهم سواء كانوا معلمين او كادرا اداريا وتربويا وهي حقيقة موجودة على الواقع وكثيرا ما نتعامل مع هذه الاخطاء بوضع ستار عليها كي لا يراه الآخرون، ولكي نغير ونقوم خطأ ما يجب الا نخجل من وضعه على مرأى العيون.

فالشروط والضوابط التي وضعت التي على ضوئها يتم اختيار الكوادر التعليمية ادت الى تفاقم المشاكل في مؤسساتنا التعليمية ومنهم مديرو المدارس فمدير المدرسة يتربع على رأس الهرم في المنظومة المدرسية، ويعول عليه القيام بتنظيم وتطوير العمل داخل المؤسسة المدرسية الصغيرة التي يديرها، وهي مسئولية جسيمة تقع على عاتق من تم ترشيحه لهذا المنصب وتعاني شروط وضوابط اختيار مديري المدارس من خلل واضح يجب على الجهات المسئولة اعادة تقويمها والبحث عن شروط مجدية تكون حافزا في تغيير النمط التقليدي الحالي ولو سلطنا الضوء على هذا الجانب بشكل مباشر لوجدنا ان اهم الشروط المتبعة في هذا المجال هو حصوله على شهادة جماعية وممارسته لمهنة الوكالة لعدة سنوات واجتيازه للمقابلة الشخصية حيث اننا بحاجة الى ضوابط وشروط مهمة لعل في مقدمتها: حصولهم على دورات متقدمة في الادارة والمامهم بالامور الادارية والتنظيمية خاصة ما يخص حقل التعليم، والقدرة على التطوير وقوة الشخصية وخضوعهم الى اختبار تحريري على ضوئه يمكن من خلاله الحكم على المرشحين في مدى صلاحيتهم لتولي هذا المنصب الحساس وامور اخرى نستطلعها في سياق كلامنا، ولذلك كان بالاجدر على وزارة التربية والتعليم السعي الى تطوير مديري المدارس عبر برامج مستهدفة لهم وتكوين لجان اشرافية على مديري المدارس للوقوف على سير العمل داخل مدارسهم ولعل الخطوة التي قامت بها الوزارة عبر تطبيق برنامج شامل الذي يسعى لتقويم العمل عبر محاور عدة اهمها لجان متابعة واستطلاع اراء اولياء الامور الذي طبق على مراحل التعليم بالمرحلة الابتدائية والمتوسطة كان خطوة جيدة في هذا المجال، ولكنه تنقصه امور ادارية وفنية عدة لا سيما انه يطبق لاول مرة في مدارس التعليم العام في المملكة.

من الاشكاليات التي يقع فيها فئة كبيرة من مديري المدارس هو قناعة بعضهم انهم مديرون يتحملون المسئولية المباشرة فقط داخل منظومة المدرسة، ولكن هذا لا يعني كونك مسئولا مسئولية مباشرة عن المدرسة ان تكون فقط باسم المسئول ولكن ماهو دور المسئولية؟ وهل مسئوليتك مقتصرة على المسمى فقط؟ والمقصود ليس بالكم انما بالكيف، بمعنى ان كل ما يحدث في المدرسة او لنقل معظم ما حدث ويحدث وما سيحدث يعد في الاغلب نتاجا لكيفية تعامل وتوظيف مدير المدرسة لهذه المسؤولية فالمشكلة في هذا الجانب اعتقاد بعض مديري المدارس كونهم في واجهة المسئولية فان مسئوليتهم مقتصرة فقط على تحمل الامور التي تحدث امام الادارة التابعين لها واستقبال المشرفين التربويين واولياء امور الطلاب وهذا يعفيهم في نظرهم من باقي الامور المتعلقة بهذه المسئولية واولها ان يقوم بمهام المدير وليس واجهة لمسئولية بل يجب ان يأخذ في عين الاعتبار ابعاد هذه المسئولية وكيفية توظيفها وتفعيلها داخل مدرسته ولا يكون كمدير مؤسسة تعرضت للخسارة ولكنه يقول اني مديرها ولا يعرف كيف ادت ادارته لهذه الخسارة الفادحة داخل مؤسسته.

مديرون يفتقدون لأقل معرفة تربوية

من الامور التي تؤخذ على فئة من مديري المدارس افتقادهم لكثير من المعرفة والدراية بجوانب ادارية و تنظيمية وتربوية وخاصة ما يتعلق بالطلاب، فالمعروف ان مدير المدرسة ليس كمدير مصنع او أي دائرة حكومية اخرى، بل هو مسئول مسؤولية مباشرة عن الكادر الاداري والتدريسي والطلاب وهي امور تحتاج الى قيادة حكيمة يتوافر فيها الإلمام بكل هذه الامور لاسيما ما يتعلق بالتعامل الانساني واساليب التربية التي يمكن بواسطتها التعامل بها مع الطلاب على اختلاف توجهاتهم ومعالجة سلوكياتهم ومشاكلهم.

مديرون اتكاليون

تعاني شريحة كبيرة من وكلاء المدارس من الاتكالية التي يتبعها مديرو المدارس فنجد العمل الاداري والتعليمي ينصب على وكيل المدرسة في المرتبة الاولى، وعلى الكادر الاداري من مرشد طلابي وكاتب اداري في المرتبة الثانية ولهذا يعاني وكلاء المدارس من هذه الظاهرة بشكل كبير ووصلت هذه النظرة الى المسئولين في مجال التربية والتعليم، فعرف وكلاء المدارس ب،(مديري الظل) كونه مدير مدرسة ولكنه ليس في الواجهة، وهذا ناتج عن ان شريحة من مديري المدارس لا يقومون بشيء في مدارسهم.

لمن تكون الحوافز؟

سعت وزارة التربية والتعليم الى تحفيز مديري المدارس عبر ميزات وصلاحيات منها عدم العمل في الاجازات وميزات ادارية اخرى من صلاحية حسم على الموظفين وزيادة عدد الفصول وغيرها، ولكن تساءل بعض مديري المدارس هل هذه الميزات كافية لتحفيز مديري المدارس لكي يكونوا منتجين في حين انهم يحتاجون الى اكثر من ذلك عبر حوافز وميزات مادية واستثنائية تشمل مدير المدرسة ووكيلها وفق جوانب وشروط تحددها الوزارة.

وفي جانب آخر يتساءل بعض وكلاء مدارس عن تلك الحوافز التي اعطيت وستعطي لمديري المدارس عبر اعفائهم من العمل في الاجازة الصيفية او تمتعهم بالاجازة قبل سائر المعلمين فهل هذا جزاء الاتكالية التي يعيشها بعض المديرين وجزاء وكلاء المدارس الذين هم في الاغلب من يتحملون الحمل الاكبر من العمل طيلة العام عن مدرائهم في الاجازات الرسمية!!

إدارة مدارس لأسهم وأعمال تجارية

مما لا يخفى على احد ان فئة كبيرة من المجتمع السعودي اتجهت الى الاستثمار في الاسهم السعودية وكان لمديري المدارس حظ كبير للاستثمار في هذه السوق لا سيما انهم في وضع يسمح لهم بتداول هذه الاسهم داخل مكاتبهم مع توفر الخدمة الالكترونية عبر شبكة الانترنت فالبعض من مديري المدارس يقتطع وقتا من عمله داخل المدرسة لمتابعة الاسهم سواء عبر شبكة الانترنت والحاسب الآلي او عبر هاتفه الخلوي وعبر رسائل توصية من هنا وهناك والذي يجعل جزءا كبيرا من همه اثناء العمل منصبا على اسهمه وعقاره واراضيه، والمخجل ان هذه المواقف موجودة على الواقع.

ازدواجية في التعامل

من العقلانية والدين والمنطق ان يكون الانسان منصفا في تعامله مع الآخرين قدر الامكان لكي يحظى برضا واحترام جميع الاطراف وهذا ما يجعل أي منظومة عمل تقوم على تقدير واحترام التسلسل الوظيفي بين الرئيس والمرؤوس، وهذا ما يفتقده كثير من مديري المدارس الذي يتعامل مع الموظفين بتناقش وفق ميول شخصية او مصالح مشتركة او وفق ميول قبلية وما شابهها خاصة اذا كانت تلك الاطراف التي تحظى برضا المدير مقصرة في العمل وتحظى بنصيب الاسد من التقدير والاحترام ودرجة الاداء الوظيفي لنهاية العام والاجازات وما شبهها، فيخلق هذا التعامل المتناقض بين الموظفين شيئا من الفوضى والعداء بينهم وقلة احترامهم لمديرهم وشعور البعض منهم بحالة من الاحباط كونه يؤدي عمله بشكل ممتاز ولا يحظى بتشجيع او رضا مدير المدرسة وبالمقابل ذلك المتلاعب بالتعليم او صح التعبير فيحظى برضا المدير وثنائه فيسود جو من التوتر المشحون داخل المدرسة مما يؤثر ذلك مجملا على الطلاب ومستوياتهم بشكل مباشر وغير مباشر.

يجب على الجهات المسئولة ان تعي خطورة اختيار مديري المدارس وما ينتج عنه من نتائج سلبية على المستوى التعليمي والتربوي لاسيما كما ذكرنا اننا امام تحديات كبيرة تواجه وطننا وقد تبدأ هذه التحديات من تربية هذه الاجيال تربية سليمة، ولذلك نحن بحاجة الى آلية جديدة تسعى وزارة التربية والتعليم من خلالها الى دراسة مجدية في اختيار وتأهيل مديري المدارس وتقويمهم واعطائهم صلاحيات مجدية خاصة فيما يتعلق بالشأن الاداري والتربوي وفق رؤى وافكار من متخصصين في مجال التربية والتعليم ويتم رفعها للمقامي السامي لكي تكون حافزا لتطوير مجال التعليم في بلدنا والذي يعاني الكثير والكثير من المعوقات.

ولا ننسى كلمة لمدير المدرسة كونه امام مسئولية جسيمة وكما ان للناس ابناء فلك ابناء واحفاد، وكي توفق في اداء رسالتك يجب ان تكون منصفا لمن حولك حريصا على اداء عملك لانك مسئول امام الله والوطن وصدق الرسول الأكرم صلى الله عليه واله وصحبه وسلم حينما قال: (كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته).>

شاهد أيضاً

ضّم الوفد ٣٦ طالبة ومترجمتين إشارة 
 
وفد طلابي من جامعة الملك خالد يزور جمعية الأمل للإعاقة السمعية بمنطقة عسير

صحيفة عسير ـ يحيى مشافي  استقبلت جمعية الأمل للإعاقة السمعية بمنطقة عسير “، وفداً طلابياً …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com