فخور بوطني
شكراً لشركاء وصناع هذا النجاح العظيم والمشّرف الذي تحقق أولاً بفضل الله وتوفيقه في مهمة الحج..
هذا الشكر والتقدير والعرفان الذي يستحقه كل من ساهم وشارك في هذه المهمة الإسلامية.. فبعد أن نجح موسم الحج ولله الحمد على أكمل وجه من كافة الجوانب الأمنية والمرورية والصحية والخدمية وعاد حجاج بيت الله الحرام إلى ديارهم فإن السعادة الكبرى بهذا النجاح هي سعادة وفرح إسلامي بعد أن منّ الله على حجاج بيته بتأدية هذا الركن..
لكن يظل الفرح الحقيقي.. وتبقى السعادة الكبرى والأهم تبقى في قلب هذا الوطن قيادة ومجتمعاً وخاصة المسؤولين والعاملين والمشاركين في كل مراحل هذه المهمة.
إن الفرح الوطني بنجاح مهمة الحج له معان كثيرة لا يدركها إلا مجتمع هذا الوطن وبصفة خاصة من المشاركين الميدانيين في كل مراحل هذه المهمة العظيمة إبتدئاً من نقاط حدود الوطن حتى مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة مروراً بكافة نقاط الخدمات الأمنية والصحية والاجتماعية على جميع الطرق المؤدية إلى مكة المكرمة والمشاعر المقدسة.
أما أبطال الصحة
فتحت هذا الوسم المسمى بأبطال الصحة لا يملك المنتمي لوزارة الصحة إلا أن يفخر بجميع المشاركين لتقديمهم هذه الخدمات الجليلة لضيوف الرحمن، فلا تملك عندما تجد أكثر من ثلاثين ألف ممارس صحي يصلون الليل بالنهار لخدمة حجاج بيت الله الحرام في المشاعر المقدسة إلا أن تقول شكرا وزارة الصحة، وعندما تجد (357) عملية قسطرة قلبية تجرى بالمجان لا تملك الا أن تقول شكرا وزارة الصحة، وعندما تجد أكثر من (19) عملية قلب مفتوح يقوم بها أبطال الصحة لا تملك إلا أن تقول شكرا وزارة الصحة، وعندما ترى قافلة تفويج الحجاج من المدينة المنورة للمشاعر المقدسة لا تملك إلا أن تقول شكرا وزارة الصحة، وعندما توافينا الأخبار بإنجاز أكثر من (1278) غسيل دم كلوي لا تملك إلا أن تقول شكرا وزارة الصحة.
إنجازات قام بها أبطال الصحة تعزز الانتماء لهذا الصرح العظيم بتقديمه الخدمات الإنسانية في أطهر بقاع الأرض ولضيوف الرحمن.
واليوم أنا سعيد، كمواطن سعودي، وأفخر كل الفخر بوطني الذي نجح وينجح كل عام في خدمة ضيوف الرحمن.
أن النجاح الباهر الذي تحقق لحج هذا العام (١٤٣٨هـ) يأتي امتدادًا لسلسلة النجاحات التي تحققت في مواسم الحج الماضية عبر العقود المنصرمة، وهو ما أوجد لدى الجهات المعنية بأمر الحج خبرة تراكمية ممتدة أسهمت وتسهم في الارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة للحجيج من عام لآخر.
وليس غريبًا على المملكة هذا التميز في تنظيم الحج وإدارة الحشود وهي التي وظفت له إمكاناتها وأجهزتها كافة، ووقف سيدي خادم الحرمين الشريفين وسيدي ولي عهده وسيدي وزير الداخلية وسيدي أمير منطقة مكة وسمو نائبه بأنفسهم ومعهم رجالات الدولة كافة على كل صغيرة وكبيرة بهدف نجاح هذه الشعيرة الدينية العظيمة؛ إيمانًا من الجميع بواجبهم، وإيمانًا بأهمية المملكة ومكانتها كونها قلب العالم الإسلامي والحاضنة للحرمين الشريفين ولها شرف خدمتهما. فهنيئًا للقيادة والأمة السعودية هذا النجاح وهذا التفرُّد اللذان يدحضان كل ادعاء وينفيان كل تقصير ويُبطلان كل افتراء.
بقلم الأستاذ : محمد بن زيد علي عسيري>