“مرزوق” يستعرض الطرز المعمارية والجمالية بملتقى العمران السياحي للمناطق الجبلية

صحيفة عسير – سعيد العلكمي :

قدّم أستاذ الآثار المساعد بجامعة الملك خالد، المشرف على كرسي الأمير سلطان بن سلمان للسياحة والآثار والتراث الدكتور علي مرزوق في أولى جلسات ملتقى التراث العمراني السياحي بالمناطق الجبلية الذي عقد بمدينة أبها خلال الفترة ٢٨-٢٩/ ١٢/ ١٤٣٨ورقة بحثية عنوانها “الطرز المعمارية والجمالية للعمارة التقليدية بمنطقة عسير”.

وذكر في مقدمة ورقته العلمية “أن البيئة تشكل رافدًا مهمًا للعمارة وطابعها المميز الذي يتلاءم مع طبيعة المنطقة لذا كان لا بد من دراسة العمارة التقليدية وفقًا لظروفها البيئية المحيطة.

وبيئة منطقة عسير تعد واحدة من البيئات الفريدة بما تمتلكه من مقومات جغرافية متنوعة وطبيعة خلابة مما انعكس على تنوع طرز مبانيها التقليدية وما يرتبط بها من مكملات جمالية وزخرفية”. وهدفت الدراسة إلى لفت الأنظار وزيادة الاهتمام والمتابعة من قبل المعنين للحفاظ على هذا الارث المعماري التقليدي بعسير وما يرتبط به من عناصر فنية وجمالية بغية إحياء ما اندثر منه والمحافظة على ما بقي.

ونتيجة لتعدد الطرز المعمارية والجمالية للعمارة التقليدية بمنطقة عسير بسبب الاختلاف الجغرافي والتنوع المناخي فقد أخذ الباحث قطاع عرضي لمنطقة الدراسة نتيجة لاختلاف الطرز المعمارية والجمالية في كل منها، يمتد من الغرب إلى الشرق، وهي: السهل التهامي، والأصدار، ومرتفعات السراة، والهضاب الداخلية.

ففي السهل التهامي يبرز الطراز النباتي (العشش) نتيجة للعوامل المناخية والجغرافية والاقتصادية وغزارة الغطاء النباتي والحشائش، وأضاف مرزوق بأن سبب تفضيل هذا النوع من البناء لمناسبة مواد بنائها لحرارة الجو والرطوبة، ولسهولة بنائه بالقرب من المزارع والوديان، إضافة إلى أن تصميمه بشكل قبوي مع توجيه فتحاته نحو تيارات الهواء، أما الأصدار فتمتاز بالطراز الحجري الذي أستخدم في بنائها صخور البازلت، ويتخذ الشكل الهرمي الناقص. أما ما يحدد النوافذ والأبواب فتزين بأحجار المرو البيضاء (الكوارتز)، ويترك تزيين فراغات المنزل من الداخل لربات البيوت اللائي يتنافسن لعمل الرسوم والزخارف. بينما تمتاز مرتفعات السراة بالطراز الحجري الطيني حيث يكون أساس البناء من الحجر ومن ثم يُستكمل البناء بالطين المُطَعّم بصفائح حجرية من (الإردواز)، وعند الاتجاه شرقا مع انحدار الجبال نحو الهضاب الداخلية نجد أن الطراز الطيني لقلة وجود الحجارة مع توفر مادة الطين الصالحة للبناء والتشكيل، هذا إلى جانب أنها مناسبة لتقلبات الجو، وتزين واجهاتها الخارجية بزخارف طينيــة بارزة عن سمت الجــدار. أما حيطان المنزل من الداخل فتقوم المرأة بالعمل على تجميله بالزخارف والرسوم. وقد تم وصف وتحليل العناصر الفنية والجمالية للعمارة التقليدية بعسير، مع ملاحظة أن هناك عدد من الأنماط الفنية والجمالية تخص كل منطقة من المناطق الأربع استخدم في تنفيذها كيفيات وطرق جمالية زخرفية مختلفة.

وفي نهاية ورقته العلمية ذكر مرزوق أهم التوصيات ومنها:

• المبادرة إلى إنشاء كلية للعمارة، وكلية للسياحة والآثار في جامعة الملك خالد نظراً لما تتمتع به منطقة عسير من طرز معمارية متنوعة، وبيئة سياحية جاذبة.

• حصر القرى التراثية في منطقة عسير وتحويلها إلى متاحف ومزارات سياحية والاتقاء بها عمرانيًا بما يتوافق مع رؤية 2030.

• إعداد معايير خاصة بالبناء في منطقة الدراسة من قبل أمانة المنطقة تشترط فيها توظيف الطرز المعمارية والجمالية للعمارة التقليدية في التصميمات المعمارية الحديثة.

>

شاهد أيضاً

صندوق التنمية العقارية يودع أكثر من مليار ريال في حسابات مستفيدي سكني لشهر نوفمبر

صحيفة عسير ـ حنيف آل ثعيل أودع صندوق التنمية العقارية اليوم، مليارًا وتسعة عشرة مليون …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com