كنز القناعة


بقلم/ حسن سلطان المازني.

عندما ننظر للحياة ومعطياتها بتدبر وعقلانية نجد ان متناقضاتها امر واقع لا مفر منه مهما حاولنا الهرب من هذا الواقع بيد ان قناعتنا الراسخة بالمقسوم لنا كبشر يمثل المخرج الآمن لنا من كل الحسابات المعقدة التي قد تجعلنا في دوامة من التفكير الغير مجد فالرضاء بما قدر لنا هو المخرج الناجع لنا من دوامة التفكير السلبي الى القناعة المطلقة بأهمية الايمان بالمقسوم لنا من رب هذا الكون ومسيره تبارك وتعالى بعيداً عن التشبث بالاوهام والتصورات الخيالية التي لن يجدي العمل على تحقيقها لانها خيالات واهية بعيدة كل البعد عن العالم الحقيقي الذي عاشه من قبلنا وعشناه نحن وسيعيشه من بعدنا الى ما شاء الله، عندما نطلق لتفكيرنا التأمل في هذه الحياة يجب ان نطلقه عبر مساحة من الوعي والواقعية في حدود امكانتنا وقدراتنا البشرية وليس عبر تحقيق الاحلام الوردية التي ينسفها استيقاظنا من نومنا لنجد ذواتنا امام امر واقع لاتغيره احلامنا التي داعبتنا على مخدة النوم والشخير وان نعمل في يقضتنا على ممارسة الواقع مع البحث عن سبل تحقيق آملنا واحلامنا بالطرق المشروعة دون مغلاة فكم من واحد منا دغدغته احلام النوم بالثراء فاستيقظ وكله عزم على تحقيق ما حلم به وذهب يركض هنا وهناك يجمع من المال الحرام اكثر من المال الحلال واغرق نفسه بالديون والقروض ليحقق الثراء الذي حلم به ولكنه اقحم نفسه في اتون الديون ولم يكتب له الثراء بل اجتاحته واسرته هموم حقوق خلق الله ووقف على حافة الافلاس والعوز بعد ان كانت ((مستورة)) قبل احلامه الكاذبة صحيح ان هناك من تحققت مانية في الحياة ولكن هؤلاء ليس بالضرورة ان نتخذهم مثالا في جميع حالاتنا فالله سبحانه وتعالى يرزق من يشاء والله قسم ارزاقه على خلقه …
ان القناعة بما قسمه مقسم الارزاق هي بحد ذاتها رزق من الله فليس اجمل ولا روع من القناعة فالثراء يزول يوماً ما والصحة تنفذ من الجسد وكل شئٌ وله نهاية ولكن القناعة تبقى ما بقي المرء طالما انه يؤمن بما قسم له خالقه نسأل الله ان يرزقنا القناعة .>

شاهد أيضاً

الكاتبة ” سرَّاء آل رويجح ” في حوار خاص لـ” عسير ” : الجمر أيقونة ألم … والرقص أيقونة نجاح

صحيفة عسير – لقاء خاص : تمتلك الكاتبة سرَّاء عبدالوهاب فايز آل رويجح ، قدرات …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com