سعيد آل قبطي العسيري
قبل ثلاثة أشهر صدر أمر سامي من المقام السامي موجه لوزير الداخلية يقضي بالسماح بإصدار رخص القيادة للمرأة إيذاناً للسماح لها بالقيادة ؛ مع تأخير التنفيذ إلى شهر شوال القادم من هذا العام ؛ حيث اقتضى تشكيل لجنة وزارية من أربع وزارت لرفع توصياتها خلال ثلاثين يوما ؛ هذا الأمر كان محل حسم الجدل ؛ بعدما أشغلت هذه القضية الرأي العام بين مؤيد ومعارض ومطالب ؛ وما أن تم الإعلان عنه حتى توالت الرسائل والوسائط المرئية والمسموعة حاملة معها كم هائل من السخرية والإستهزاء بالواقع الإفتراضي بعد تاريخ التنفيذ ؛ وماهذا إلا إستهزاء بالمرأة السعودية وإمكانياتها وقدراتها ؛ ومع أنه غير مقبول إلا أن مثل تلك الهراءات إنتشرت على نطاق واسع فــي جميع وسائل التواصل الإجتماعي بين منشىء لها ومعيد تدويرها ؛
ماهذا إلا حصاد اللاوعي المجتمعي وعدم الإنصاف للمرأه ؛ والتقليل من ذاتها وشأنها .. مع أننا في زمن يجب أن تكون المرأه السعودية مصدر فخر لنا ؛ تجاوزت كل الصعاب ووصلت أعلى المراتب والمقامات ؛ لذلك لم يكن من إنصافها التهكم عليها من خلال واقع إفتراضي ستقود فيه سيارتها .
وطالما أن لكل فعل ردة فعل ؛ ففي حال أن قيادة النساء ستصبح عادة جديدة على المجتمع فمن المحتمل أن تكون هناك تصرفات عكسية لهذه العادة ؛
وفي حال أن الجهات الأمنية شرّعت قانون للتحرش
و وضعت عقوبات للمتحرشين من الجنسين ؛ إلا أن هذا لا يكفي ؛
وهنا قد تقع المسؤولية على الجهات الرقابية والتوعوية والإعلامية والتعليمية بجميع القطاعات الحكومية والخاصة لأنها مطالبة بنشر الوعي وتثقيف المجتمع وتعزيز الثقة فـي النفوس للجانبين من جميع الأطياف . والتركيز على المدارس الثانوية والجامعات فهي تضم الفئة الأكثر تعداداً والأكثر مراهقةً والأجل تهوراً ؛
*يجب عليها أن تزرع فــي النفوس أن المرأة لها كامل حقوقها ؛ في أمور حياتها ؛ و تلبية متطلباتها بنفسها ؛
*يجب عليها أن تُنّمي إحترام المرأة ؛ وتقدير ضعفها ؛ ومراعاة كرامتها وسمعتها ؛
*يجب عليها أن تؤكد أن هذا الأمر السامي جاء ليخطو بنا خطوة للأمام فلا ترجع بنا تصرفاتنا خطوتين للخلف
الإحترام ثقافة ؛ والإلتزام بالآداب شهامة
لـنعيش فــي مجتمعٍ آمن وواعي ومثقف ؛ أجمل من أن نتعايش مع مجتمع مضطرب جاهل متخلف ..
لفته :
وكيلة وزارة وعضوة شورى ؛ وسلطانة على مقاعد الدراسة في الجامعات المحلية والعالمية في شتى العلوم ؛
مخترعة ومبتكرة ؛ معلمة وأكاديمية ؛
طبيبة وصحية ؛ محاسِبة وسيدة أعمال ؛
مؤلفة وكاتبة وإعلامية ؛
..هذه المرأة السعودية ..>