رسالتي

حسن الزيادي :

 

زار المسؤول الفلاني المؤسسة الفلانية..
داوم هذا الصباح موظفو الدائرة الفلانية..
استقبل المسؤول الفلاني مساعده واتصل برؤساء بعض الأقسام، ثم زار أحد اقسام ادارته في جولة مفاجئة تم تغطيتها في تويتر وسناب المنطقة والصحف الالكترونية بالمحافظة ولا تنسى عزيزي القاريء أنها زيارة (مفاجئة).

مع انتشار الصحف الالكترونية للأسف الشديد انحطت مهنية الاعلام كثيرا.صحيح أن سرعة نشر الخبر تعتبر من إيجابياتها ولكن المهنية تكاد تكون غائبة.
فما ذنب القاريء المسكين وأي جريمة ارتكبها ليعاقب بأن تنشر وترسل له روابط لأخبار مثل التي وردت أعلاه؟!.

زملائي وأحبتي من القائمين على الصحف الالكترونية كثير منهم ينتمي،لسلك التعليم وهذا لا يعني أن مهنتك وتفاصيلها الصغيرة هي محط اهتمام المجتمع بأسره!
فما ذنب القاريء مرة أخرى بأن يعاقب ليقرأ عشرات الروابط حول مسؤول فاضل زار مدرسة أو اجتمع بطاقم عمله؟!
وما ذنب القاريء المسكين لتنهال على جواله روابط إخبارية عن مدرسة بنات أو بنين قامت بتفعيل أحد أنشطتها الروتينية.

للتعليم وغيره من الجهات منابرهم على وسائل التواصل بل ولبعضهم صحف الكترونية خاصة بنشاطهم لينشروا مناشطهم الروتينية عليها، فلنرحم الإعلام ونحترم مهنيته فهذه ليست أخبار ولا ترقى في جلها لمستوى كلمة(خبر )فتنشر.
أعلم صفاء نية المسؤول وكذلك الإعلامي الذي ينشر مثل ذلك ولكن (الماء زاد على الطحين) وصرنا مثار سخرية وأسأنا لرسالة الإعلام بهذا الهذر والهدر الذي نعتقد أنه يسمى إعلاما.

للخبر (حبكة) ولصياغته (فن ) ولجعله مثيرا (خلطة )
ولكن لا بد أن يكون خبرا أولا.!
فهذا العمل الروتيني على إجلالنا له ليس خبرا فما الجديد والمثير في أن مسؤولا داوم في مكتبه وقام بعمل روتيني لا إنجاز فيه ولا ابداع ولا شيء سوى تكرار المكرر.
ما الإضافة التنموية ؟! ما المنجز المبهر … الذي يستحق أن يكون خبرا؟؟.
حتى المسؤولين أنفسهم يرثى لحالهم وهم يتهافتون على تلك الصحف ومنابر الإعلام الجديد في السناب وتويتر فأرجوك عزيزي المسؤول ركز في عملك ودع إنجازاتك تتحدث عنك واترك هذا اللهاث المحموم وراء تلك المنصات الإعلامية ، وثق أن زيادة الأخبار الروتينية التي يتم نشرها عن دائرتك لا يعطي سوى إشارة بالإفلاس الإبداعي وفقر التطوير لديك .
وإياك وتصديق المتزلفين والمطبلين حولك بأن تواجدك الإعلامي الدائم هو دليل نجاحك فالناس تريد منجزات وأعمال راقية ومتقنة ولا شأن لها بدوامك الروتيني وجولاتك الباهتة.

فرسالة الإعلام الواعي هي:
نقل ما يريده المواطن للمسؤول وبث الوعي للمواطن ،
وليس
ترديد ما يقوم به المسؤول وطاقم العمل لديه من عمل روتيني .
ومن أهم مرتكزات رؤية 2030الإعلام وفاعليته التي لابد أن تعود لنقطة توازن تعيد القاريء لصفحات ومنابر تلك المنصات الإعلامية.

@hasan_ziadi>

شاهد أيضاً

الكاتبة ” سرَّاء آل رويجح ” في حوار خاص لـ” عسير ” : الجمر أيقونة ألم … والرقص أيقونة نجاح

صحيفة عسير – لقاء خاص : تمتلك الكاتبة سرَّاء عبدالوهاب فايز آل رويجح ، قدرات …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com