يقول معلم متقاعد قضى سنوات في التعليم:
مرت بي خلال هذه السنوات مواقف جميلة واُخرى سيئة
وتدرجت في سلم الإشادة من معلم مبتدئ الى معلم عادي الى معلم يشار له بالبنان الى معلم متميز ومحترف على الأقل هذا ما أشعرني به بعض من حولي أو من يرأسني
وخلال كل هذه التطورات رافقني شيء ٌ ما مرافقة لصيقة شعرت بها وعشتها كثيرا
وهو الحسد الوظيفي او حسد الأقران بل إن تطورك في كل عام يخرج لك قاعدة عجيبة وهي:
كلما زاد تطورك حصلت على حاسدين وأعداء فالمعلم المبتدئ يحسده ويبغضه واحد والمعلم العادي يحسده ويبغضه ثلاثة والمعلم المتطور يحسده ويبغضه سبعة والمعلم المحترف يحسده ويبغضه العشرات من داخل مدرسته ومن خارجها، ولا اعلم لماذا يحدث هذا الشيء؟؟
كيف يتناسى زملاؤك ان كمال إيمان المرء عندما يحب لأخيه ما يحب لنفسه وان ديننا حث على سلامة الصدر وصفاء النية فقد قال سبحانه:
وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيم
، وهذه صفات المؤمن الحق الذي يتمنى لأخيه ما يتمنى لنفسه
اما في مجتمعنا التعليمي فإني الحظ وبشدة عزوف المعلمين عن مجالسة المعلم المتميز وعدم خوض نقاشات معه وحتى في الملتقيات والمنتديات تجد الجميع يتهرب من الاشادة به وتشجيعه وكأنه عدو بل وكأنه ارتكب جريمة او أخذ من دخلهم الشهري او من عافيتهم وصحتهم
/ انتهى حديث هذا المعلم الذي أنهى خدمته راضياً عما قدم وطالباً الأجر من الكريم المنان.
انا هنا لي وقفات فيما سبق
أولها: ان نجاح كل زميل لك اخي المعلم إنما هو نجاح لك وتشجيع معنوي للمنافسة في خدمة الطلاب
ثانيها: ان مجالستك لكل متميز تزيدك إبداعا وتوسع مداركك حتى تقتفي أثره وتصبح أكثر تميزاً منه
ثالثها: انت قدوة اخي المتميز فاجعل لنفسك حصانة من الكارهين والمبغضين الذين قبعوا تحت ظلك وظلوا ينظرون للأعلى ويطلقون العنان لآرائهم السلبية
رابعها: ديننا حث على سلامة الصدر وغبطة الناجح ومحاولة تعديل الخطأ
فأنشغل بنفسك وطور عملك وحاول ان ترضي ربك ثم طلابك ثم ضميرك لتنال الأجر من الله والثناء من طلابك بعد ان تنهي خدمتك بإذن الله
ومضة:
من أرضي الله في سخط الناس رضي الله عليه وأرضي عليه الناس ومن أسخط الله في رضى الناس سخط الله عليه وأسخط عليه الناس.
تحياتي لكل ابيض قلب صادق نية لا يرى في تميز زميله الا تميزاً له وحبي وتقديري لكل مدير ومسؤول ميز بين العامل والخامل حتى يطور العاملين بالعدل والانصاف
الكاتب: المعلم عامر عبد الله أحمد>