تعددت الأسباب والهياط واحد..

بحثت في قواميس الأدب فوجدت أن كل فضيلة تقع بين قبيحتين .. ففضيلة الكرم تقع بين قبيحة البخل وقبيحة الإسراف .. وفضيلة الشجاعه تقع بين قبيحة الجبن وقبيحة الهياط إن صح التعبير ..

ولكن بمجتمعنا وجدنا أساليب وتماثيل للهياط الإجتماعي والهدف هو نيل الشهرة دون التعب للوصول لها..

  • فنجد أن فلان من الناس وفلان آخر يقررون أن يعدوا برنامج تكريم لهم (بقرض بنكي) من الطرفين هدفه إبراز المكارم للمكرم الذي دفع نصف التكاليف سراً ولقب بالشيخ المزعوم والنصف الآخر دفع من المضيف الشيخ المضيف الذي دفع نصف التكاليف ويظهر صورياً وقد يكون بإيعاز من الطرف المحتفى به إن كان ميسوراً ويعد برنامج تكريمي وتهدى سيارات صوريه والتي قد تعود ملكيتها لمكتب تاجير وقد يضطرون لإنزال لوحات السيارات حتى لايتحقق أمرهم ، وتقوم القنوات الشعبية بتغطية حفل التكريم والتي شجعت وكسبت مثل هذه السلبيات بمجتمعنا.. وتتم فقرات الحفل بسلاسه ويكون ضمن فقراتها أناس جادين دفعوا الهدايا والنفعات للمحتفى به ، ليكون الهدف الأول إعلان الشهره وكسب هدايا غير مشروعه من شيوخ القبائل وأعيانهم..
  • هياط آخر لايقل أهمية مما ذكر..
    فنجد أيضاً أن فلان من الناس قد يجيد موهبة معينه ويوزع رقاع الدعوة فجاءة لإعلان الزواج وقد لايمر على زواجه السابق بضعة أشهر  ويتوج الدعوة بحضور مراسم زواجة أعيان من دول الخليج والعرب والتركمان إن وجد ليقوم أيضاً بدورة البطولي وشحذ همم شيوخ القبائل وأعيانهم لتكريمه في حفل زواجه وقد يتطور الأمر إلى إهداء سيارات كما أسلفت تعود ملكيتها إلى مكاتب تأجير تسلم الساعه ١٢ ظهرا من اليوم الثاني ، وقد يكون الزواج هذا صورياً(بدون زوجه) أو قد لاتلبث معه يوماً لأنها ليست الهدف أصلاً ..
    وبعد أن نال شهرته بتغطايات إعلاميه شعبية فقد يغيب عن الساحة إلى الأبد أو قد يعود بسيارة فارهه وقصر من (النفعات وقدمه عند الناس) على حد قوله..

  • هياط آخر قد يعد حديثاً ..
    وهو التعرف على شخص من قبيلة أخرى يجيد الكلام ويكون صوته جهورياً فالهدف هو (امدحني عند ربعي وامدحك عند ربعك)
    فيأتون سوياً بمجالس ربعهم أو مجالس قبائل أخرى بهدف الإفراط بالمدح بينهم ..
    لكسب الشهره وإن هذا الرجل هو الذي رفع المجد بيده ولم يعلم أن المجد يكسب وداً وفعل يداً ، ويحاول كلاً منهم مدح الآخر وقد يتخوفون من نشر خلافهم إن وجد لأن تشهيرهم مرتبط بمستقبلهم المدحي.

  • هياط يدمنه صغار السن المقبيلين ع الزواج
    وهدفه هو كسب الصفوف في زواجهم ليباهون بها ربوعهم وهدفها: اتوني في زواجي
    (نيف وخمسون مدقال) وتهدى جمال وأسلحه تعاد سراً في زواج اخر لااحد زملائهم بالاستراحه وقد يكون اكثر ساكنيها (درباويه) وتتضح نواياهم عند زواج احد زملائهم من الفقراء او من خارج مناطقهم لاانهم يعرفون ان (القعود والسلاح والعطايا..) قد لاتعود كونهم لايعلمون بمؤامراتهم، فلايحبون التعامل معهم لانكشاف لعبتهم  ..

ومازلنا نترقب هياط آخر بمجتمعنا على حسب الظروف القادمة المحيطة المناسبة لإظهار النفس..

إلى كل من هايط أو يريد أن يهايط أقول:
أخي:
استقم في حياتك وأعمالك وستجد من يمدحك دون تكلف.

الكاتب أ. عوض الصليم

>

شاهد أيضاً

كم كنت عظيماً يا ابي

بقلم : د. علي بن سعيد آل غائب بمناسبة الذكرى الخامسة على رحيل والدي رحمه …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com