بدأ راعياً للغنم في قريته الصغيرة ، ومنذ طفولته والثقافة تداعب فكره ، فكان مهووساً بالقراءة ( قبل أن يلتحق بالمدرسة) !!! كيف كان يقرأ ؟؟ لا أدري ، المهم لابد أن نقتنع بأنه مثقف منذ الولادة .
وياليته لم يتجه للثقافة يوماً، ولم يتعلم القراءة أبداً.
أي ثقافة يدعيها وهو يتلقى علمه ومعلوماته من ( اتصالاته ) وسواليف مجالسه ولقاءاته.
المهم أنه مثقف ، وأصبحت نظرته للحياة بمكوناتها مختلفة عن مجتمعه ( المتخلف ) والرجعي – حسب مايراه – .
فالفن – حسب ثقافته- أن يمرر مايسكنه من أفكار الى عقول المشاهدين والمستمعين. ومع مرور الأيام تتحول كلمات وحركات (فنه) الى ثوابت لديهم والى مباديء يسيرون على ضوئها ويعيشون بين أسوارها.
والرياضه في قاموسه قصة تبدأ بالركض وتدخل ضمن مصطلحاتها -المطاطيه-الحفاظ على الصحه، وتخفيف الضغوطات الحياتيه ووو… ، وتنتهي بمبالغ فلكية كقيمة لأقدام تتحرك فتبعثر مع حركتها آمال أمة وتزيد من تفريق ملايين الشباب .. وتُختم بأن تقدم للمشاهدين مع مزيج من التهريج وفواصل إعلانات الاستخفاف بالعقل والدين.
والثقافة بالنسبة لمفهومه هي مسخ لتاريخ مليء بالإنتصارات والبطولات ، ونسف لقواعد تميز لغة الضاد عن غيرها ، وهدم لقصورٍ معمورةٍ بالدين فخراً وعزة، ثم يقتنع حينها بأنه صاحب إنجاز مجيد قد قدم مايرضى أن يراه أمامه بعد حين.
والديموقراطية كما تعلمها أن يُبدي للآخر رأيه بكل حرية ويسمع من الآخر ِبكل انصات ، بشرط ألا يختلف معه ، حينها يُرمى برأي الآخر بعيداً جداً حتى لايعود لجريمة مناقشة رأيه..
عزيزي المثقف ، لايلزمك أن تتجرد من ثوابت الدين الراسخة ، وليس ضرورياً أن تتصنع أفعالاً لاتوازي مقومات الحياة في مجتمعك كبراً ورياءً، ولايجب عليك تقمص شخصيات تحاكي مثقفي الشرق والغرب.
عندما تتبرأ من هويتك الدينية والإجتماعية وتسعى لفرض ثقافات تصادم بها ديناً عظيماً فأنت تمارس هواية (التمثيل) فحسب.
ومع مرور الأيام ستكتشف فشلك حتى في هذه الهواية أيضاً.
بقلم / علي مشبب آل عبود