التلخيص تبخيص

( ولا تَبْخَسوا الناسَ أشياءَهم)
و المعلم الصامت يستغيث

لقدفقدنا طيب الذكر والمجلس
قال تعالى : ولكل أجل كتاب
الحمد لله الذي خلقنا ورزقنا واوجدنا على هذهي الأرض لعمارتها ولطلب العلم وهو فريضة الى أن يشاء الله
ونحنُ في الدنيا غرباء ولدنا غُرباء وعشنا غُرباء و سنموت وهكذا هم الغرباء لا نعرف قيمتهم ولا ندرك حقيقة أهمية وجودهم ونجاحهم وإبداعهم وتفوقهم إلا بعد رحيلهم او انحصارهم وتقليص المساحة التي يوجدون فيها علماً بأنهم أُمناء وخير من نجلس ونتبادل الحديث معهم ولكن هؤلاء الأصحاب والجُلاس هبت عليهم رياحاً عاصفة تُسمى
( رياح التلخيص ) طوت وحسرت كثير من مكوناتهم حتى اصبحوا كصقور بلا أجنحة كانت تهوى الطيران والتحليق في عنان السماء من أجل ان يستفيد الانسان منها
ويستفيد من أمر الله سبحانه وتعالى حيث قال:
( إقرأ باسم ربك الذي خلق )
نعم القراءة قيمة وسلوك
فقارئ الحرف هو المتعلم
وقارئ الكتاب هو المثقف
لذا اوجه لكم دعوة بأن تتنزهوا وتستمتعوا بنزهةٍ جميلة في عقول الناس من خلال القرأة
والكتاب المدرسي كما تعلمون هو المرجع الاساسي لأي معلومة يحتاجها المتعلم وجميع ما يوجد داخل هذا الكتاب من معلومات وخبرات وثقافات منوَّعة
ليس من السهل الحصول عليها بل اخذت تلك المعلومات من اصحابها وقت وجهد من اجل تقديمها في قالب حسن ومبسط لكل متعلم
فكم من صاحب علمٍ ومعرفة غادرَ الدنيا وبقيت كتبه وما بداخلها
وكم من حكيم وصاحب عقل راجح غادر ولكنه ترك فينا ولنا أثر طيب من خلال كتبه
والكتابُ صندوق مغلق على ما بداخله ومفتاحه مُتاحٌ لمن اراد ان يفتحه وهو وسيلة تعليميّة تربويّة منظمّة جاءت حصيلة خبرات ثقافيّة واجتماعيّة وفنيّة تستهدف فئة تعليميّة محدّدة ( مراحل)
والكتاب متوفر بحيث يستطيع الطّالب الرجوع إليه للاستعداد للاختبارات والاستذكار. ويرجعُ إليه المعلّم في تدريسه، ولا يمكن لأي معلم ان يقدم درسه جيداً لطلابه من غير المرور والرجوع لأصل المعرفة ومصدرها الكتاب لأن بداخله وبين صفحاته شي غالٍ وثمين وهو العلم
العلم اعلا من الأموال مرتبةً
لأنه حافظ والمال محفوظ

(وكل علمٍ ليس في القرطاس ظاع)
والعلم يشبه الصيد الثمين

العلمُ صيدٌ والكتابةُ قيدهُ
قيد صيودكَ بالحبال الواثقة

ولكم اقول:
قدنعتبُ على الأبناء عامة والطلاب عندما لا يوفقوا في اجتياز اختبار قياس والقُدرات وهو عتب مُحب
لماذا ياتُرى ؟ لأنهم ذهبوا لتأدية تلك المهمة شأنهم شأن من ينازل في معركة وليس لديه سلاح وعتاد
وسلاحهم هنا المعرفة والعلم الموجود بين طيات الكتب المنسية لأننا في زمنٍ اهتم فيه الناس بغذاء البطون واهملوا غذاء العقول
والسؤال هنا يقول: جميع الأسئلة والمعارف المطروحة في قياس والقدرات من أين جاء بها اصحابها ( من الكتب)
ولكننا نسينا او تناسينا تلك الكتب وتركناها حبيسة الأرفف والمكتبات بل وقد ظهر على بعضها شيٌ من عوامل التعرية
وأنني أعجبُ كغيري عندما أُشاهد
الكتب على الأرصفة ومعرضة لعوامل الزمن ومُهملة
وأُشاهد الحذاء اعزكم الله والمكان منظومة ومرتبة على ارففٍ وفي اماكن ذات ظلٍ وتكييف ( مقارنة ليس إلا)
فمن يُعيد للكتاب والتعليم هيبتهما ومن يحمي غذاء العقول من انتهاء صلاحيته( بالتلخيص)
نداء للوزير وقائد امة التعليم
‏نحنُ في زمن التلخيص للعقول والفهم كتاب من 100 صفحة يدرسه الطالب في اي مرحلة
‏تجده في مكتبات بيع الذمم من خمس الى عشر ورقات
( تلخيص وتبخيص)
والمُخرجات انتم اعرف بهـا
‏( وخيرُجليس في الأنام كتاب)
ونحنُ أُمة إقرأ يجب ان نقرأ لنرقى
وقوةُ أي أُمة من قوة تعليمها
‏ومن يبشرني ويبشر بالبشارة.
بمنع التلخيص بقرار صارم.
وَرَحِمَ اللهُ المعلمَ الصامت.

ظافر عايض سعدان – بيشة

17/ 1/ 1441هـ>

شاهد أيضاً

كم كنت عظيماً يا ابي

بقلم : د. علي بن سعيد آل غائب بمناسبة الذكرى الخامسة على رحيل والدي رحمه …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com