ماجد بن مطر الجعيد
◇ يقول الأديب عبدالله الهدلق في سياق متصل وهو يرد على أحدهم: لأنه من العقل إذا ما أردت أن تقوِّض مدرسةً من المدارس؛ أن تعمد إلى ضعيفٍ ممن يمثِّل هذه المدرسة فتفترسه.
وحينما قرأت رده تذكرت تلك الأساليب المتبعة مع التلاميذ سابقا -ولا أدري هل لا زالت فعّالة اليوم أم لا- والتي يمارسها بعض المعلمين داخل الفصول الدراسية لفرض الهيبة، وهي البحث عن هفوة تلميذ ضعيف الشخصية وضربه عليها أمام أقرانه وهذا الخوف ما يدفعهم للامتثال اتقاء غضب الأستاذ.
وهذا بلا شك له نتائج سلبية ومن أسباب الإخفاق والفشل، المعلم الناجح يؤثر في تلاميذه بقوة شخصيته، وهناك فرق بين من يتأدب لأنه يحب معلمه ويحترمه، وبين من يتأدب لأنه يخافه؛ والدليل الإقبال على المادة والإنقطاع عنها الذي يتمثل في الحضور والغياب والتحضير للدرس والمشاركة الفعالة والاستيعاب السريع.
◇ يجب أن يعي المعلم أن الحفظ والتلقين مهم للطالب شرط مع الفهم والتطبيق؛ ومن يركز على أحدهما دون الآخر فلا قيمة لما يدرسه!
◇ يرى بعض المعلمين أن رسالته التعليمية تنتهي عند شرح المادة المكلف بها، وهذا يعد من القصور في الأداء؛ الواجب أن يكون قدوة لطلابه، ينمي المهارات عندهم ويعززها، كالثقة بالنفس والإصغاء والتحدث أو التخاطب وغيرها وتدريبهم عليها أثناء الدرس من خلال أسلوبه في الفصل.
◇ سابقا كانت المدرسة هي المصدر الوحيد للمعرفة أما اليوم المصادر كثيرة وغامضة وتفتقر للمصداقية ويحصل معها تشوش معرفي بسبب غزارتها التي تشبه السيل الهادر الذي يحتاج لمزيد من التروي والتثبت والتعقل لكي لا يجرفك اندفاعه الحاد.
◇ من التصورات التي تكون في غير محلها اعتقاد بعض الطلاب -وقد يكون هذا نظر أهلهم أيضا- أن مجموع الدرجات لا بد أن يكون بنسب عالية وإلا فإنه دليل على عدم الاهتمام، وقد يتسرب إلى داخلهم الظن بأنهم لا يجنون فائدة من دراستهم هذه. ليس كل الطلاب على مستوى واحد فهم يتفاوتون في قدراتهم الذهنية والعقلية، الاقتناع مهم بأن هذا مستواك وأن المدرسة بيئة مناسبة للعمل على تحسينه.
◇ طرح الأسئلة أثناء أو بعد الدرس أيها الطالب ليس مؤشرا على عدم الذكاء، بل يوضح مدى شغفك ورغبتك الجادة للتعلم، فلا تلتفت لسخرية أقرانك!
◇ لا تداوم للمدرسة لهدف الشهادة فقط بل لهدف التعلم، فالمتفوق الذي تراه ليس وحده الحاصل على درجات عالية، حتى أنت صاحب الدرجات المتدنية متفوق، قد تكون متميز ونابغة في مواد أخرى عكسه؛ كل ما عليك الاجتهاد والإخلاص واكتشاف ذاتك!
◇ ينقل أدهم شرقاوي في كتابه نبأ يقين قولا عن آلبرت آينشتاين:
كل إنسان هو عبقري بشكل أو بآخر، المشكلة أننا نحكم على الجميع من خلال مقياس واحد، فمثلاً لو قيّمنا سمكة من خلال مهارتها في تسلق الشجرة، ستمضي السمكة بقية حياتها معتقدة أنها غبية!>