العلاقات السامة
يحرص الفرد منا على توفير سبل المقومات المادية المرضية لتوفير جميع احتياجاته ليعيش بالطريقة التي يريدها و المستوى الذي يطمح إليه, فنجده يبحث بشكل مستمر عن تلك الاعمال التي تدر عليه عوائد تتوافق مع تطلعاته , كما يحاول جاهدآ أن يعمل على توفير المقومات المعنوية التي تندرج ضمن الحالة النفسية الجيدة و التي تساهم في خلق بيئة صالحة للإنتاج , و العمل على تطوير جميع الجوانب من خلال ما يبثه البال المطمئن أو الوضع النفسي المستقر من سكينه و تركيز للوصول إلى الهدف , ولكنه في الوقت ذاته قد يغفل عن عنصر مهم قد يؤثر على عمله و إنتاجه و يتلاعب بحالته النفسية فيعكر صفو سكينته , فالعلاقات بجميع مسمياتها تعتبر عامل هام في تشكيل حياة الفرد إذ لايستطيع تجاهلها أو العمل بدون الرجوع إليها , فهي أساس المجتمع و “ماكينة” الإنتاج , و أحد العناصر المحورية في تشكيل الحالة النفسية مما يجعلنا نقف لبرهه ونتصفح علاقاتنا و مدى تأثيرها علينا .
مما لا شك فيه أن العلاقات الاجتماعية تعتبر شبكة متداخلة تحتضن العديد من أنماط الشخصيات التي قد تساهم في نجاح الفرد والوصول لمبتغاه , و ردم بئر الوحدة لدى البعض الذي يخشى ذلك فتجده يشبع الزوايا الفارغة في حياته بعلاقات مختلفة ليهرب من ذلك الشعور , وهذا ما قد يجعله يدخل في دوامه قد تسلبه الراحة النفسية و تهدر طاقته , فبالرغم من أن العلاقات بين البشر هامة إلا أن منها ما يعتبر “سام” إن لم نحسن الاختيار , و قد نشعر بأننا نسعى و نعمل و نحاول الإنجاز بشتى الطرق و لكن لا نصل إلى ما نريد في نهاية المطاف , ونبحث عن السبب وراء ذلك ولا ننتبه بأنه قد يكون السبب هم من حولنا , أولئك الذين يسممون أفكارنا بسلبياتهم فيجعلونا نخفق في بعض الاعمال , و يتغذون علينا بسحب بساط الطموح من تحتنا من خلال الاستخفاف بها و النيل من أفكارنا بالسخرية و التهكم , هنا فقط عليك أن تسحب نفسك بكل هدوء من هذه العلاقة بكل هدوء فمن غير المعقول أن تشتريهم و تبيع ” راحة بالك” .
المطلوب مقارنة موضوعية و تصفح “دفتر العلاقات ” لمعرفة إيجابيات هذه و سلبيات تلك , ووضع الحدود في بعضها إن لم نستطع قطعها لصلة قرابة أو ماشابه , و بتر كل علاقة تشعر بأنك غير ملزم بها ما دمت تجدها مجرد حجر عثرة في طريقك أكثر من كونها سراج ينير لك الدرب , و لا تسمح لأحد أن يجعلك تلهث وراء التبرير و تحسين صورتك أمامه , فمن يحبك سيتقبلك بحالتك السيئة قبل الجيدة , فلا تهدر عليه صبرك الذي من المفترض أن تذخره للوصول لهدفك لا لمن يحاول أن يبعدك عنه .
أحلام القحطاني
11Labanda@>