واقع الأُمة في رمضان

بقلم الأستاذ الدكتور صالح بن علي أبو عرَّاد

أخي الصائم .. أختي الصائمة ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:
فإن من ينظر إلى حال عالمنا الإسلامي اليوم في شتى بقاع الأرض وأصقاعها يجد من دواعي الألم والحسرة الكثير، فهذا زمن يعيش فيه المسلمون أزماتٍ قاسية، ومآسٍ عظيمة، وليس أدل على ذلك من تلك الجراح التي تمتد آلامها من الشمال إلى الجنوب، وتتباين أوجاعها من الشرق إلى الغرب بشكلٍ يجعل النفس تذوب كمدًا وحُرقة.
من هنا كان واجبًا على كل مسلمٍ صائمٍ أن يعايش هذا الواقع بقلبه وقالبه، ولسانه ويده، ونفسه وماله، وقلمه ودعائه، حتى يكون الجميع صفًا واحداً في مواجهة قوى الشر وجحافل الباطل على اختلاف مللها ومذاهبها.
قال تعالى: إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون(سورة الأنبياء:92).
كما أن ما يتميز به هذا الشهر المبارك من نفحاتٍ ربانيةٍ، ومشاعرَ طيبةٍ يعيشها المسلمون في كل مكان طول هذا الشهر إنما هي دعوةٌ مباركةٌ إلى سرعة تحقيق الوحدة الإسلامية، فهي السبيل الـمُثلى إلى جمع الشمل، ورأب الصدع، ووحدة الصف، وبذلك يتغلبون على مشكلاتهم، ويوحدون كلمتهم، ويرتفع صوتهم عاليًا في كل زمان ومكان.
فيا أيها الصائمون: يامن تصومون في وقتٍ واحد، وتفطرون في وقتٍ واحد، وتتجهون إلى قبلةٍ واحدة، وتجمعكم مشاعر واحدة، أليس في ذلك كله ما يُشعركم بضرورة الوحدة الإسلامية؟
أليس في ذلك كله ما يدعوكم إلى التعاون والإخاء؟
أليس في ذلك ما يحثكم على التمسُّك بوحدة الصف، ولم الشمل، وجمع الكلمة؟
أليس في ذلك ما يلفت نظركم إلى ما في الوحدة الإسلامية من عزةٍ وكرامةٍ وقوةٍ وتمكين؟
إنها دعوةٌ للإفادة من وحدة المشاعر الرمضانية وترجمتها إلى واقع حياتنا في كل مكانٍ يعيش فيه أبناء الإسلام.
اللهم أنصر الإسلام وأعز المسلمين، وأعل بفضلك كلمتي الحق والدين، وصل اللهم على محمدٍ وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.

شاهد أيضاً

كم كنت عظيماً يا ابي

بقلم : د. علي بن سعيد آل غائب بمناسبة الذكرى الخامسة على رحيل والدي رحمه …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com