بقلم / ظافر عايض سعدان
الحمد لله رب العالمين لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى،( إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ )
تركتُ لرحمة الرحمن نفسي
فمالي دون رحمته رجاء
أنا الإنسان في ظلمي وعجزي
وأنت الله تفعل ماتشاء
-انتقل لرحمة الله تعالى
الأستاذ والمربي الفاضل والصديق الوفي – صلاح الدين بن عبدالعزيز عبد المحسن آل الشيخ
يوم الخميس ٢٨- ١١ ١٤٤٢هــ
بالرياض أثر معاناة مع المرض
عن (عمر ٦.٥) ستة عقود ونصف العقد رحمه الله
فهل يجودُ الزمان بمثله ؟ !
الموت حق ونهاية كل حي
وصلني اتصال من الرياض يفيد بالحدث ،اصابني شئٌ من الذهول
مع التسليم بقضاء الله وقدره
-لكن ليس هناك أشد إيلاماً على النفس من أن تتلقى نبأ وفاة صديق عزيز عليك خاصة إذا كنت قد عاشرت هذا الصديق منذ ُ الصِبا وكان بينك وبينه مودة ووفاء
من عام ١٣٩٠- ١٤٤٢هـ
52 عاماً – لا سنة -مراحل عُمرية ،دراسية – وأخوية- وعملية سفريات ورحلات ،برفقة والده رحمه الله رجل التعليم الأول بالجنوب ،وخطيب المنابر
– من قِمم جبال السروات وسهول تهامه وبيشة الخير
-وبقي هذا الصديق وفياً صادقاً لهذه الصداقة الحميمة إلى آخر لحظة من حياته ، فبماذا أرثيك ياصديقي ؟
أبدمع ٍ قد تحجّر في العيون !
أم بآهات ٍ الواحدة تلو الأُخرى؟
أم يا ترى أرثيك بتراب ٍ أهَـلْتهُ على جُثمانك الطاهر بالمقبرة شمال الرياض ،حقاً لقد تواريت عنا تحت الثرى ولم تعد تستطع سماعنا
-ولكننا بإذن الله سنكون معك على اتصال دائماً بالدعاء والصدقة
نعم البكاء سبق العزاء بعطف عفوي
-وذلك لأنهُ استجابة لألم حدث بنا وتعبيرنابعٌ من أعماق النفس من أجل التخلص من الآهات والمشاعر السلبية
فقد بكيتُكَ سراً وعلانية،والبكاء ليس اعتراضاً،فكل نفسٍ ذائـقةُ الموت ولكن أبكيك فقداًواشتياقاً ،وإلى الله المُشتكى
– وقفات
( رحيلٌ ،ودمع ،فتوقف ،
ذكريات وخواطر
-لاالوجعُ المسيطر على النفس يخفف وقعة الرحيل ،لا الدمعُ يكفكفُ آهات وآلام
الوقوف عند محطات
وذكريات الرفاق لايجلب للنفس من السلوى شيئاً ،لأن تلك المحطات بعد الرفاق قد تطول وقد تقصر بأمر الله
رحلتم ونحن من بعدكم راحلون
(لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون)
-وقفة
ومرتِ السنون
درسنا مرحلتين ونصف من الدراسة
المتوسطة-والثانوية-بالمعهد العلمي ببيشة ،وسسنتين بحامعة الإمام بالرياض كلية اللغة
نسافر من مكانٍ لآخر طوينا البيد داخل المملكة وخارجها وحلقنا بعنان السماء ، نمنا بالصحراء وفي ناطحات سحاب ،ولم يغير ذلك في تربيتنا وثقافتنا -عاداتنا -وتقاليدنا
لأن التربية الحسنة لهادور في حياة الإنسان
-كنتَ لنا أيها المرحوم بإذن الله بمثابة كتاب مفتوح ،عندما نقلبُ في صفحاته نجدُ بها العلمُ والثقافة والأدب ، والكرم سجية مرؤة وشهامة
-وجدنا بك الحس الديني والوطني اللُغوي الذي استفدتُ منه أنا وكذا حب القراءة والمساجلة الشعرية التي تزيد من ثقافة الإنسان وتساعدة على الإطلاع
بل والتنزه في عقول الناس-بالقراءة-
-حقاً لم يعد لتلك الوجهات محطات
تحتضن أشواقنا كمسافرين
تلك المحطات التي جلسنا فيها سويةً
نتجاذب من خلالها أطراف الحديث
ستبقى ذكراك فينا تجري مجرى الدم
وسيبقى القلب ينبض بها
-كنتَ لأصدقائك وجُلاسك بمثابة عمود البيت تجمع ولاتفرق ،ابتسامتك رسالة لجلاسك وصدقة جارية لك ، يدُكَ بيضاء
كيدِ أبيك رحمكما الله
-خدمت العلم والتعليم لأكثر من ثلاثة عقود من الزمن فكنتَ مُعلماً ومربٍ فاضل قائد ومشرف تربوي مميز
قيادي بشوش ،لك بصمة والبصمةُ تبقى وإن غاب صاحبُهـا
لك أثر ملموس لزيارة اي مرفق تربوي
كأثر الغيث على الأرض ،ونحمد الله بأن الناسَ جميعاً تدعو لك لاعليك
-سنذكُركَ بالخير ماهـبت الصِّبا
وما أشرقت ْ شمسٌ وصـَاحَ يَــتِـمُ
( رحمك الله أبا العنـود )
فقد كنت مثالاًللأخلاق والتسامح
لقد تعطَّر محبوك وجلاسك بعطر أخلاق وحسن تعاملك وسيستمرُ ذلك العطر الفوَّاح نحس به ذات صباح ومساء
لأن من تعطر بأخلاقه ،لن يجف عطره
حتى لوغاب تحت الثرى
رحم الله أبا العنود
كان وفياً ،حافظاً للود ،طيب العشرة
ونقي المعشر
-حقاً رحل الموتى وبقيت الأسماء ذكرى
-أكرموا من تحبون بكلمات جميلة وأفعال أجمل فأرواحنا خلقت لفترة من الزمن وسترحل وأعظم هدية وأصدق أمنية هو الدعاء
للموت كرامات ورحمات أيها الباقون
( وإنا لله وإنا إليه راجعون )
رعى اللهُ الفقيدَبكل خيرٍ
وأسكنه فسيحات الظلال .
١٥-١٢- ١٤٤٢هـ