قرى عاصمية طابت بأهلها

بقلم / إبراهيم العسكري

كما نعلم جميعآ أن المجتمع القروي عادةً يكون أكثر حبآ وتآلفا ومودة بحكم تقاربهم من بعض واحتياجهم لبعض في شؤنهم الخاصة والعامة هذا التميز اكسبهم الود وحب العطاء بأريحية.

سأتحدث هنا باختصار شديد عن بعض محاسن قرانا العاصمية السروية مع جل احترامي وتقديري لأهلنا وقرانا العاصمية التهامية فهم امتداد لقرانا اجمع وينطبق عليهم ما علينا ولعل لنا معهم وقفات لاحقة فهم تكميل للمنظومة الجغرافية العاصمية وهم رمزنا وقدوتنا في السهل التهامي في العسر والميسرة.

نعود لقرى السراة الخمس العاصمية فهي اشبه بأصابع الكف الواحد ولا غنى لواحدة عن الأخرى فتحركاتها وانشطتها تتحرك سويآ في مصب واحد وان تعددت الأنشطة والقوى المقاومة.

قرية الرهوة:

دعوني اكون متعصبآ قرويا لأني رهوي عاصمي فابدا بقريتي الرهوة التي شرفتها القبيلة منذ القدم أن يكون شيوخ شمل القبيلة من هذه القرية الشامخة ولا يعني ذلك بأي حال أن أهل بقية القرى ليسوا أهل للمشيخة حاشا أن يكون ذلك ولكن تقديرآ من الجميع كان يتم الانتخاب بالاجماع لتلك الواجهة الشرقية للقبيلة ثم يعطون الثقة والولاء من الجميع علمآ انه تشيخ في كثير من الفترات على القبيلة شيوخ من القرى المجاوره تحقيقآ لمبدأ العدل والإنصاف ولكن بقية القرى تؤثر على أنفسها لتمنح قرية الرهوة جانب البريق حبآ وتقديرآ فاعطوا قريتنا نصيب الأسد في كثير من الترشيحات الانتخابية الجليه..!!

نشأ بقريتي اناس أهل دين وشعار ومثقفين ومتحدثين وقاده في الميادين المدنية والعسكرية تشهد لهم مواقعهم بالولاء والعطاء وخدمة الوطن.

امتدت أنشطة قريتي في كثير من الخدمات القروية منذ عرفتها وآخرها إعادة تأهيل وترميم البيوت والطرق وصيانتها بإشراف مباشر من بعض شبابها النخب الأوفياءأهل الهمم العالية رحم الله/فهد أحمد ومتع الباقين بصحة وعافية..!!

قرية مزمة:

وهي القرية المجاورة لقرية الرهوه شمالآ ولها مماذكر لشقيقتها الأولى كثير من نفس الأنشطة وتعلى من اهلها المناصب الاعتبارية كما هو حال شقيقتها السابقة

تتميز مزمة بوجود المتحف الأثري المعتمد من هيئة السياحة والآثار متحف الجحل
وبها مدرسة بنات
ومزمة كما وصفها الشاعر نون العين ومزبن العاني.

قرية المرمده:

واجهة عاصمية شمالية مرتفعة الشأن تقع على قمة كتف الرمادي تشرف واجهتها الشمالية الغربية لسهول تهامة
شبه شاعرنا أهلها بالنسور الضاربة وما ظلم فأهلها أهل ود وكرم وشجاعة وحماية ومنها رجال تعلوا مناصب اعتبارية عليا كما ذكر في قريتي الرهوة ومزمة.

قرية ال شراع:

هنا يجب أن أتوقف كثيرآ لانها تقع في الوسط الأخاذ للقرى العاصمية وهي قريتين في قرية ففيها الشراع الأعلى والشراع الأسفل وفيها رجال القوة والمصداقية فقد رشح منهم سابق الأزمان رجال الأحضار القائمين بدور الشرطة ومن دعت عليه أمه هو من يواجههم عندما يكلفون من الشيخ بإحضار فلان أو عدد من المطلوبين وابن أمه من يتقصد أمامهم أن يمنتع عن الحضور فسوف يكون ذلك لزاما حدثني الكبار عن هذا.
اضافةً لدورهم السابق ففيهم أهل مناصب لاتقل عن عن مثيلاتها من قرانا العاصمية

يجدر الذكر أن أشير بتميز قرية آل شراع حاليآ بوجود أقدم نائب ربما على مستوى عسير او قد يكون على مستوى المملكة وهو النائب/يحيى احمد يحيى آل شراع حيت أمضى بهذا المنصب أكثر من ثلاثة وستون عامآ ولازال نائب لقريتيه ورعاية شؤنها أمد الله في عمره فكم تمنيت أن يكرم هذا العملاق العظيم من ولاة أمرنا ومكافاته بما يستحق
وقد تميزت قريته بفضل الجهود والتوجيهات والتلاحم الاخوي بعمل اجتماعي مؤسسي يميزهم كقرية نموذجية في إنشاء صندوق لكافة القريتين إذا قورن بصندوق قريتنا المتوقف من عام١٤٢٣ه بسبب زيادة الأعداد وتفرع الصناديق باسم الأسر.
صندوق الشراع مخصص لخدمة شؤنهم وما يلحق بهم من أضرار الزمن وهو يتوافق مع قرار الصناديق العائلية المقررة من الدولة وفق انظمته فاصبح لديهم عمل مؤسسي ممنهج يشكرون القائمين عليه ولدي أسماء الكثير ممن اعرف لهم السبق في التفهم والبناء لشؤون هذا العمل وغيرة من أعمال مشاريع تطوير القرية وانارتها ووضع اللوحات الإرشادية وخشية أن أنسى أحدهم فلن اذكرهم حتى يبقى عملهم محصور عند الله تعالى وان أطلت لبني شراع فهم يستحقون ولدي الكثير عنهم فهم يملكون إلى جانب الخلق وحسن الجوار جانب المتعة والفكاهة والمزاح البري ورحم الله خاتني من تلك القرية.

قرية الوغل:

كسابقتها فهي قريتين في قرية لكن لكل منها نائب تقع الوغل على سفح جبل رثبا الشرقي العظيم وأهلها أهل مناصب وعلم ودين وفيهم فطاحلة الشعر والأدب وكبار قوم وبها مدرسة الجوهري الابتدائية التي خرجت كثير من الأطباء والمهندسين والضباط والمعلمين
ومنها منذ القدم أئمة مسجد العيدين للقبيلة.

أهل الوغل يتميزون عما سبق من القرى بإنتاج العسل الأصلي المميز.

رابط مشترك لقرانا:
العمل الإنساني الاجتماعي القروي يحث على التعاون ومد يد العون ومساعدة المحتاج والكرم وحسن الوفادة وغيرها من الروابط العظيمة
هذا الرابط هو
(المنزالة)
وهي غرفة صغيره يتم إنشاءها بجوار اغلب مساجد قرانا وسمعت عنها في غالب المساجد بمنطقة عسير.
في العادة تكون عند باب المسجد وليست مخصصة للضيف لأن الضيف عند مضيفه لكن مخصصة لعابر السبيل والضعيف المحتاج للغذاء والمبيت.
تنشأ المنزالة غالبآ في القرى ذات المكانه القيادية فإذا خرج المصلين من المسجد ولاحضوا
وجود احد بالمنزاله ارسل له اي بيت ماتجود به نفسه من قوتهم كسرة خبز وماء أو مرق أو غيره بالتنسيق مع الجيران ليعرف من قدم الخدمة ثم يكفيه آخر في اليوم التالي أو عند عودة زائر آخر وهكذا.

هذا دليل ان المجتمع القروي منذ القدم مجتمع رحوم مبادر بخصال الرحمة والانسانية الاسلامية فلم يكن بناء المنزالة بجوار المسجد عبثا إنما لوجه الله سبحانه وتعالى وهذا يعد من مكارم العطاء في كل القرى التي عرفت.

معذرتا قرانا العاصمية أن نسيت أو تناسيت كثيرآ من مكارمكم فما ذكرت الا القليل يغلفها الحب والتقدير والاحترام للراحل من اهلها والباق.

للعلم.
قرانا العاصمية جزء من ربيعة ورفيده بمنطقة عسير.

بقلم:
إبراهيم العسكري.

شاهد أيضاً

اليوم العالمي للمعلم 

بقلم /فاطمة محمد مبارك يقول تعالى: “يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات”. …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com