بقلم / حنيف آل ثعيل
كل عام ننتظر انطلاق مهرجان صفري بيشة ، هذا المهرجان الكبير الذي حقق نجاحات على مدى الأعوام التسعة الماضية ، وكل من عمل أو وضع له بصمة خلال هذه السنوات التسع ، له منا كل الشكر والتقدير ، ولكن أمنياتنا كل عام أن نرى تطوراً وافكاراً جديدة غير سابقتها ، وأن يكون في مقدمة هذه الأفكار الهدف الأول من المهرجان ومسماه الحقيقي عندما نجد كلمة ” صفري ” هذه العلامة الفارقة للمهرجان عن غيره من المهرجانات ، يعني أن المستهدف الأول في المهرجان هو المزارع وخدمته ، وأن يستفيد ذلك المزارع من هذا المهرجان ، حيث أنه يأتي هذا المهرجان متزامناً مع وقت حصاد تمور النخيل بالمحافظة ، وجميع المزارعين في بيشة والمراكز التابعة لها والمحافظات المجاورة ، ينتظرون هذا المهرجان على أحر من الجمر لبيع منتجات مزارعهم من التمور من خلاله ، ويأتي إلى هذا المهرجان التجار المتخصصين في شراء وبيع التمور من جميع مناطق المملكة ، ويكون هناك تنافس كبير للبيع ، وهذا حسب رأي الشخصي هو الهدف الذي وضع المهرجان من أجله.
* الأفكار التي أود طرحها خلال مقالي هذا ، ولعل أن تكون مناسبة تجاه هذا المهرجان في الأعوام القادمة ومنها :
– إقامة المهرجان على أرض إحدى المزارع التي لها مساحة كبيرة بالمحافظة ، ويوجد بها تمور لـحصاد النخيل أي ” الصرام ” ، وتهيأ هذه المزرعة من قبل اللجنة المشرفة على المهرجان ، لاستقبال الزوار من الصباح حتى المغرب .
– تكون مراحل العمل المخصص لحصاد التمور متواجدة في هذه المزرعة ، وذلك من أجل أن يطلع الزوار وخاصة الجيل الجديد من أبناءنا وبناتنا على مراحل حصاد النخيل من البداية حتى الوصول للسوق .
– أيضاً يكون في هذه المزرعة الأدوات التي يجب معرفتها من قبل الجيل الجديد ، فمثلا ( الطاحون ، البئر المحفورة يدوياً ، وأيضاً الارتوازية ، التمور تكون متواجدة بالنخيل ويكون هناك من أباءنا واجدادنا من يقومون ( بقطع ) هذه التمور من أجل أن تكون كالمدرسة لجيل المستقبل ، المراحل للتمور من حصد من رأس النخلة ، ثم إنزاله من النخلة ، وضع ( الفرش ) في وسط النخيل ، ووضع العذوق عليها ، تنقيتها ، فرز التمور الصافي من الأنواع الأخرى ، طريقة تعبيئته ، أيضاً يوضع الآلات القديمة واستخدامها في وضع التمور وسط ( التنك ) ، هذه أبرز ما يحتاج معرفته زوار ” الصفري ” والجيل الجديد .
– كذلك وضع خيمة تسوق كبيرة مؤقتة خلال أيام المهرجان بزاوية هذه المزرعة ، بعد إذن صاحب المزرعة ، وتكون جميع الأركان فيها مخصصة لبيع وعرض أنواع التمور ببيشة فقط ، ويكون فيها ركن لمكتب البيئة والمياه والزراعة بالمحافظة للرد عن أي استفسار للزوار ، حيث أنهم الجهة المختصة بهذا الشأن حسب علمي .
– كما تكون خيمة التسوق مخصصة للتمور بدلاً من الخيمة التي نراها في المهرجانات السابقة وتتكون من عدد من الأركان والتي من ( رأي ) الشخصي هذه الأركان لا تنتمي لاسم المهرجان ( الصفري ) ابداً ، نحترم ونقدر ونشكر جهود جميع الجهات الحكومية والأهلية المشاركة خلال المهرجانات الماضية على مايقدمون من جهود كل في تخصصة ، ولكن ماهي علاقة تلك الجهات بمهرجان ” الصفري ” الذي هدفه الأول خدمة المزارع في بيع وشراء التمور .
نُذكّر بأن سوق تمور صفري بيشة لهذا العام ١٤٤٣هـ ، مستمراً يومياً صباحاً ومساء ، انتهت الفعاليات فقط وبقي سوق التمور الحقيقي مستمراً لبيع التمور وشرائها .
واختتم هذا المقال بسؤال ، المزارعون والباعة في ساحة التمور والذي يبدأ عملهم يومياً من الفجر وحتى المغرب ، ماذا استفادوا من مسرح مهرجان الصفري وما أقيم عليه من فعاليات ؟.