صحيفة عسير _ الرياض
تعد المختبرات عنصرًا مهمًا في منظومة الرقابة وعاملًا معززًا لسلامة الغذاء ومأمونية وفعالية الدواء وسلامة وكفاءة الأجهزة والمنتجات الطبية. وفي إطار ذلك تسعى الهيئة العامة للغذاء والدواء إلى تعزيز جودة مختبراتها من خلال توقيع الاتفاقيات والتعاون مع الجهات الرائدة في هذا المجال أو عبر الزيارات الميدانية لتلك الجهات والاستفادة من تجاربها وخبراتها.
ومثلت الزيارة الرسمية لوفد الهيئة العامة للغذاء والدواء إلى المملكة المتحدة مؤخرًا ترجمة لتلك المساعي نحو تطوير الجانب التقني وبناء القدرات والكفاءات البشرية لدى “الهيئة”، وتوفير البنية التحتية المتقدمة في مختبراتها، وتعزيز الأنشطة المرجعية للمختبرات ونظام إدارة الجودة فيها.
ومن أبرز المختبرات التي جرى زيارتها مختبر جامعة (ستراثكلايد)، ويعد هذا المختبر من مختبرات التقنية الحيوية، افتُتِح في يوليو 2015م ويضم مكاتب ومختبرات متقدّمة للأبحاث تتوفر فيها تقنيات وأجهزة نادرة، مثل: “X- Ray Crystallography”، وروبوتات “Fully Automated”، و”NMR”، وأجهزة بحثية في مجال “m-RNA Vaccines”.
ومختبرات التقنية الحيوية إما أن تكون مختبرات أبحاث لتصنيع مركب / مركبات دوائية وعلاجية بطريقة التقنية الحيوية، وإما مختبرات رقابية يجري الاختبارات الرقابية على تلك المستحضرات التي صُنِّعت بطريقة التقنية الحيوية لضمان سلامتها وجودتها وفعاليتها.
ويأتي الاهتمام بمختبرات التقنية الحيوية نظرًا لنمو صناعة وتطوير الأدوية بالتقنية الحيوية، الذي واكبه تطور في مجال الرقابة عليها في المختبرات الرقابية. وتعد بريطانيا من الدول الرائدة في هذا المجال، ويوجد لديها أهم خمسة مراكز حول العالم.
وقد أولت “الهيئة” اهتمامًا بالغًا بالتقنية الحيوية؛ لما لها من أهمية في مستقبل إنتاج الأغذية والأدوية، إضافة إلى سرعة نموها عالميًا واعتماد الكثير من الدول عليها في الزراعة والمنتجات الغذائية والدوائية, وتماشيًا مع ذلك دشنت هذه التقنية في مختبراتها لضمان فعالية وجودة هذه المنتجات وسلامتها.
وقد أسهمت هذه التقنية وتطبيقاتها في تطور أبحاث واكتشافات الجينات والعوامل الوراثية وعلوم المناعة والكيمياء الحيوية وعلوم الخلايا والأنسجة وغيرها، مما أدى وسيؤدي إلى تقدم كبير في اكتشاف وعلاج الكثير من الأمراض, وفي تطوير جودة العديد من المنتجات الزراعية والدوائية والغذائية.
واشتمل جدول أعمال وفد “الهيئة” على عقد اجتماعات وحوارات مع مسؤولي الجهات المماثلة لها في بريطانيا، منها: دستور الأدوية البريطاني “BP”، والوكالة الوطنية البريطانية لمعايير ورقابة المنتجات “NIBSC”، والوكالة التنظيمية للأدوية ومنتجات الرعاية الصحية البريطانية “MHRA”، إضافةً إلى عدد من المختبرات العريقة المهتمة بإجراء الأبحاث والدراسات والاختبارات، وتحليل المستحضرات الحيوية.
وبحث وفد “الهيئة” من خلال تلك الزيارات فرص التعاون مع تلك الجهات والمختبرات بهدف تزويد مختبراتها بالمواد القياسية، إذ تعد الوكالة الوطنية البريطانية لمعايير ورقابة المنتجات المصدر الرئيس المُصنِّع لأكثر من 90% من تلك المواد في العالم، كما أن أكثر من 85% من الأدوية المسجلة في إدارة الغذاء والدواء الأمريكية أُجرِيَت بعض الدراسات والاختبارات لها في المختبرات التي تم زياراتها.
وناقش الوفد مجال الاستفادة من بعض التقنيات الحديثة والأجهزة النادرة والمتقدمة، والمشاركة في اللجان العلمية وتبادل الخبرات في مجالات التدريب والاستشارات العلمية والبحثية.