العادات الحسنة

بقلم / سمية محمد

أجمل ما ميز الإنسان هي العادات الحسنة التي تعتبر من الأخلاق و الفضيلة التي تدل على العدالة ، و مراعاة الحقوق ، و الأهتمام بالجميع لا فرق بينهم ..
كانت هذه الأخلاق موجودة عند العرب مشهورين بها كالكرم ، و الغيرة ، و إغاثة الملهوف ، و العربي يحمي من لجأ إلي جواره حتى لو كان قاتل ابنه ..
جاء الإسلام ليتمم هذه الأخلاق و قضى على بعض العادات السيئة التي وضعها بعض البشر تسهيلاً لمصالحهم الخاصة أو غرور ، و عصبية بغرض سيطرتهم على من هم أقل منهم ..
أوجدوا الإختلاف الذي بث التفرقة ، و الكراهية ، و حرموا حلالاً و ان كان هذا الحلال ظاهراً كالشمس لايمكن أخفائه ..
و مع مرور السنوات والتطور تفتحت العقول واستنارت القلوب فلم يهتم بها بعض العائلات بل والغوها من قوانينهم
إلا أن البعض تمسك بهذه العادات السيئة التي لم تجني المجتمعات منها إلا التأخر ، و الظلم ..
بعد هزيمة الفرس في معركة القادسية فرت فلول المنهزمين مع قائدهم الهرمزان حتى تحصن بقلعة من القلاع فأخذ المسلمون يحاولون الدخول إليه، و أستمر القتال حتى قتل الكثيرين من الطرفين .
فأشترط الهرمزان مقابلة عمر بن الخطاب حتى يسلمهم القلعة بمن فيها على إلا يقتلوا .
عندما ذهبوا به إلى عمر بن الخطاب قال :
لا أكلمه حتى يضع زينته
كعادة الفرس في اللباس المرصع بالجواهر والياقوت أضافة إلى تاجه .
بعد ذلك
قال الهرمزان :
أنت قاتلي
فقال عمر :
بلى انا قاتلك لقد قتلت كثيراً من المسلمين
فقال الهرمزان :
أريد أن أشرب الماء
فقال عمر :
أعطوه الماء و لاتجمعوا عليه العطش و القتل
فعندما أعطي الماء
قال :
هل ستقتلني حتى أشرب
فقال عمر :
لا عليك حتى تشرب
فأوقع الهرمزان الماء
و قال :
أنت لن تقتلني فقد وقع الماء قبل أن أشرب
فغضب عمر ثم قال :
بل أنا قاتلك
فقام رجل من الصحابة ثم قال :
بلى أيها الأمير لقد أمنته حتى يشرب الماء و هو لم يشرب الماء
فزاد غضب عمر من الرجل الذي تكلم فصاح و هو يقول :
اتدافع عنه وهو من قتل أخاك البراء بن مالك
فقال الرجل :
شهادة حق ياأمير المؤمنين و ليس شهادة موتور
فخف الغضب عن عمر ثم قال للهرمزان :
خدعتني ولكن حتى تسلم
فقال الهرمزان :
أسلم رجل دافع عني و قد قتلت أخاه والله لهو دين حق و الآن عرفت كيف أنتصر الإسلام …
الإسلام هذا الدين الذي أبهر العالم بأخلاق من أعتنقوه فتشربوا حسن الأدب ، الاحترام ، و المساوة بمحبة و سلام فالحمدلله على نعمة الإسلام …..

شاهد أيضاً

إن خانتك قواك ما خانك ربك ولا خانك ظناك

بقلم: ابراهيم العسكري تعرضت قبل فترة لعارض صحي اعياني من الحركة وارقني من النوم واثقل …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com