بقلم / عبد الله مريع
تشكل شجرة الزيتون أهمية اقتصادية وجمالية كبرى منذ آلاف السنين ولما لهذه الشجرة المباركة من فوائد متعددة اقسم بها المولى عز وجل في كتابه الكريم
ولا شك أن بيئة منطقة عسير بالذات من أهم البيئات الطبيعية والمناخية في السعودية التي تتوائم وتتلائم مع احتياجات تلك الشجرة لتعطي بسخاء وفق أعلى المعايير الانتاجية العالمية
وحقيقة تفتقر منطقة عسير لزراعة وإنتاج الزيتون منذ عرف إنسانها الزراعة قديما مركزا كل اهتمامه على البر والشعير والذرة
ربما لعدم المعرفة الجيدة بطرق زراعة الزيتون وأهميته غذائيا واقتصاديا وصحيا وانغلاقه في بيئته المحدودة
ومع تنامي المعرفة وتعدد وسائل الاتصال التقني والاحتكاك المباشر من أبناء المنطقة لمزارع الزيتون في شمال المملكة بدأت بعض المحاولات الخجولة على استزراع الزيتون وبشكل فردي وعلى مساحات محدودة للاستخدام الشخصي من باب التجربة وعلى ما حققته الفكرة من نجاح مميز الا أن انتشارها لا يزال محدودا ولا يتوافق مع رؤية المملكة الطموحة
ومن أجمل التجارب في هذا الشأن تجربة الدكتور عبدالله بن هادي القحطاني مدير مركز الابحاث بجامعة الملك خالد سابقا والذي كان له تجربة ناجحة في إنتاج الزيتون بمزرعة منزله الصغيرة في ابها والذي حقق من خلالها نجاحا فاق توقعه الشخصي حيث يقول أرسلت لإمارة منطقة عسير خطه استراتيجية على أن تستبدل أشجار الزينة في المنطقة بالزيتون حيث تتم زراعة 100 ألف شجرة في العام لمدة خمس سنوات من خلال زراعة كل الطرق الجديدة بالزيتون، ثم عمل خطة متدرجة نقتلع من خلالها أشجار الزينة ونعوضها بأشجار الزيتون على الطرق والشوارع الرئيسية في أبها وخميس مشيط وبقية القرى، وبذلك ننتج سنويا 20 مليون كلجم سنويا لكل 100 ألف شجرة بالإضافة الى الزيت الذي يعصر ويستفاد منه عند تشذيب الشجر ومن الممكن حفظه لسنوات طويلة سواء حبا أو زيتا وهذا عامل اقتصادي واستراتيجي مهم جدا.
ويضيف أن شجرة الزيتون غير مكلفة وثمينة فكلما كبرت زادت قيمتها وهي تحسن الطبيعة بالأوكسجين النقي ومثمرة على مدار مئات السنين، مشيرا الى أن تغير المناخ وارتفاع درجات الحرارة في المستقبل سيقلل الأشجار المعمرة لدينا مثل شجر العرعر، لذا يجب اعادة زراعته إلى جانب شجر الزيتون في المتنزهات السياحية وجبال المنطقة.
وقد أبدى الدكتور بن هادي استعداده للمساهمة بجدية لعمل خطة استراتيجية لزراعة الزيتون ونقل الخبرة البسيطة التي لديه من خلال الأبحاث وتجارب 20 عاما للمساهمة مع الجهات ذات العلاقة في هذه الخطة بمنطقة عسير
والسؤال الملح الان متى نرى الجهات ذات العلاقة تتبنى تلك الخطة المهمة في إنتاج الزيتون بمنطقة عسير بكميات تجارية وفيرة يوزع من خلالها داخليا وخارجيا ويكون مصدر دخل قومي للمستقبل ومحسنا اضافيا للبيئة الجبلية بعسير ومضيفا لها جمالا الى جمال.