عبدالله سعيد الغامدي
يعلم الأغلبية قدرة وسائل التواصل الاجتماعي على التأثير المجتمعي الإيجابي أو السلبي وأصبحت اليوم المحرك الأساسي في الحياة العامة مما نتج عن ذلك تأثر الأسر بما يتناوله أولئك المشاهير من أفكار ومبادئ للأسف “سخيفة” وهم طبعاً يرونها مثالية وهم أبعد ما يكون منها. وهذا الأمر جعل الثمن باهظاً في تفكك كثير من الأسر وانتشار حالات الطلاق والإهمال المتعمد نظير تأثرهم بتلك المقاطع ويقينهم أنها تمثل المجتمع تمثيلاً واقعياً وحقيقياً. وعلى الجميع الحذر وعم الانسياق وراء كل ما تبثه هذه الفئة “مشاهير الفلس ” وللشركات التي تروج لسخافاتهم، بعض مشاهير التواصل الاجتماعي يبثون مقاطع فيديو تؤثر نَفْسِيًّا على المتلقي بشكل كبير وذلك لأنها تغير سقف توقعات الأفراد، بمعنى أن الأسر يعيشون في طبقة متوسطة لحد ما بينما مشهور السوشيال ميديا يرفل في طبقة غنية ومترفة، فيبالغ في إظهار ما ينعم به من سيارات فارهة أو قد تبالغ المرأة في تسليط الضوء على مجوهرات من الطراز الرفيع، إضافة إلى المنتجعات والمطاعم الراقية التي يزورونها، وقد تكون أحيانا كل تلك الأشياء مجرد دعاية ولكن تعكس انطباعا لدى الأسر المتابعة لهم بأنها ممتلكات خاصة لهم، ما يجعل الشخص الراضي عن حياته يشعر بالإحباط ويقوم بعمل مقارنات عديدة، فيبدأ الزوج بمقارنة شريكة حياته بمشهورات مواقع التواصل الاجتماعي من حيث الشكل أو المادة والعكس، وقد يؤدي ذلك لدخولهما إلى دائرة الملل أو قد يخيم على حياتهما البرود؛ ما يقودهما لمشاكل زوجية عديدة كالجفاء أو الهروب من العلاقة أو حتى الانفصال، وكل ذلك استجابة لهذه المواقع الاجتماعية ونقيس على ذلك بقية أفراد العائلة من الأبناء الذين قد يرهقون آباءهم في اشتراطات جديدة من حيث ارتداء أغلى الماركات العالمية، ما قد يخلق ضغوطا أسرية تبدأ من عدم الرضا إلى السخط والتذمر، وأكد كثير من المختصين في الشئون الاجتماعية أن العالم الافتراضي في عصرنا الحالي أصبح جزءاً مهماً من حياتنا اليومية، بمحتواه الإيجابي أو السلبي؛ لذا يجب على الأزواج عدم الانجراف وراء هؤلاء المشاهير خاصة من يقدمون رسائل تافهة أو مخلة؛ حتى لا تتأثر بيوتهم، كما يقع على عاتق الأسرة الدور الأكبر في توجيه أبنائها نحو استخدام شبكات التواصل الاجتماعي، وهو ما يسمى بالتربية الإعلامية، وحمايتهم نفسيا وفكريا من خلال توجيههم نحو كيفية الاستخدام الأمثل لمحتويات شبكات التواصل الاجتماعي، وما تحمله من تنوع الفئات العمرية والبيئات الثقافية والأخلاقية وكذلك اختلاف القيم بين الشعوب؛ لأن الأبناء إذا نشئوا بطريقة صحيحة، وعدم الانسياق خلف كل ما تبثه حسابات المشاهير فهذا سيكون كفيلا، بإذن الله؛ لحماية أفكارهم ومبادئهم، فهم آباء وأمهات المستقبل وبدوري انصح مشاهير التواصل الاجتماعي مخافة الله في السر والعلن والحرص كل الحرص على احترام الذوق العام والعمل على بث المحتوى الجميل الهادف الذي يعزز من غرس المبادئ والقيم الحميدة بين أفراد المجتمع واتركوا لكم الأثر الطيب فالجمال لا يدوم والمال أيضا وستزول معهما الشهرة الزائفة. وفق الله الجميع