من الغاية إلى المتوقع

بقلم – عهد الشهراني

من الغاية إلى المتوقع يصل ما بينهما عدة أصول من إعتقادات وتخيلات وافكار تبني ذلك الجسر الموصل لما هو مأمول ،فهناك عدة اعتقادات من وجهة نظري قد تؤول الى الحقيقة بصلة وهي أني أعتقد ان للأنسان قرون استشعار وهي غالبًا تكون حدسه وفي كثير من الأحيان يسميها البعض الحاسه السادسة ،كما ان له أجنحة وهي خيالاته التي تحلق به من أسوار الواقع الى عوالمة التي يتمناها ، كما أنه في بعض الاحيان يتحول فكره الى عجلة لاتتوقف وهي غالبًا سبب ذلك الصداع المفاجئ ، حتى أنه في بعض الأحيان يجول في قلبه عواصف لا تهدأ أبدًا ، حتى وإن أمطرت عيناه وتهالكت أنفاسه مهما بدأ ظاهره هادئاً إلا أن بداخله أمواج لاتهدأ مابين مد وجزر حتى يخيل لنا انها النهاية ، ولكن حديثاً إكتشفت اننا نحن عادةً نهيم على وجوهنا للإلهاء ،لكننا غالبًا نسافر لتحقيق ذواتنا عبر أخيلتنا ودهاليز ممراتنا حتى وإن بدت الطرق بالميلان والإعوجاج إلا أن نحن بأيدينا وبفكرنا نملك أحقية إستقامة ذلك الطريق ليس لشيء تافه بل لأننا دومًا نستطيع الوصول ، ولإن الله يدري أنّك تجاهد من خلال خطواتك، وتصرفاتك، وشعورك، وحتى حديث نفسك، ﷲ يدري أنك إذا قصّرت، تبهتُ ضحكتك، و يضيق صدرك، ويرتبك يومك خوفًا منه،؛ فاطمئن لأن الله يرعى شعورك مهما كان حجمه، فرحُك الذي لم تتسع لهُ الدنيا، و حزنكَ الذي ضقتَ عن حملِه، رضاك و غضبك، يأسك و أملك، يرعاهُ كله ويكفل لك جبرًا و عوضًا و زيادةً ومددًا متى ما اتكلت عليهِ وفوضتهُ أمركَ ،حتى تلك الأمنيات التي تزور مخيلتك وتعتقد أنها مجرد أمنياتٍ بعيدة لا يمكن أن تتحقق، ربما تتحقق خلال يوم وليلة فقط، قد يشرق عليك صباح كتب الله لك فيه أن تتجلّى أمام عينيك كل تلك الأمنيات ، وهذه الأمور عادةً لا تحتاج إلى معجزات بل إلى صدق اليقين والإيمان بكرم الله وفضله، ورزقه الذي يكفي أهل السماء والأرض فمهما بدت لك الأمور مُتعسِّرة، ومهما خنقك البلاء واستحكم عليك الضيق: اجعل فرارك من كل شيءٍ أتعبك إلى الدعاء، لا تُفكِّر قبله بأي شيء، ولا تعتمد بعده على أي شيء؛ فما زاد عليك البلاء إلاَّ لتزيد أنت في الدعاء، وما اشتدَّت بك مرارة البلاء إلاَّ لتتذوَّق حلاوة الدعاء عزيزة دعواتنا عند الله، عزيزة وإن حفّنا العجز وتصرمّت بنا الطُرق وتفاقمت بنا قلة الحيلة،عزيزة عند من يجيب المضطر ويكشف السُوء وينصر عباده الموقنين فلا شيء يبثُ الرّضا في القلب غير أن خيرة الله لنا خفيةٌ لطيفة، والأمر جارٍ وفق علمه وحكمته، وكل عُسر بأمره يُسر..

شاهد أيضاً

إن خانتك قواك ما خانك ربك ولا خانك ظناك

بقلم: ابراهيم العسكري تعرضت قبل فترة لعارض صحي اعياني من الحركة وارقني من النوم واثقل …

2 تعليقات

  1. أتمنى أقرا في يوم كتابك الانك مبدعه احب اقرأ كل حرف تكتبينه 🤍🥹

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com