عبدالله سعيد الغامدي
تنتعش ظروف غالبية الأسر في الأيام الأخيرة من كل شهر بسبب نزول الرواتب لموظفي القطاع العام والخاص وبعد مضي أسبوع من التمتع بالراتب نسمع البعض يردد عبارة (( لا يوجد بركة في الراتب)) ينزل للبعض في حسابه آلاف الريالات وما يمضي من الشهر إلا أسبوعين وأصبح الراتب في هباء المصروفات ويضطر للاستدانة لكي يكمل احتياجاته، وعندما ينزل راتب الشهر الذي يليه نصف الراتب يذهب تسديداً للمبالغ التي استدانها، فيستمر على هذا الحال (يغسل الماء بماء) فتذهب بركة الراتب وتتراكم عليه الديون. ونجد مع الأسف البعض ينفقون الراتب في المظاهر والكماليات وحب التقليد لكل موضة تظهر دون مراعاة وعدم التركيز على الأولويات ودون أن يضع في حسبانه أن الاحتياجات مقدمة على الكماليات نعم الظروف المعيشية أصبحت صعبة ولكن ليس من الضروري أن أتجول كل يوم في المولات وأتنقل بين المقاهي عشان أرضي نفسي بتقليد أعمى! لماذا لا نضع مبادئ اقتصادية؟ “لا إسراف ولا تقتير” وان استطعت وضع مبلغ للظروف يصرف عند الحاجة إليه أو يتم ادخاره هناك أشخاص للأسف يبحثون عن الكماليات وحب الظهور أمام الناس بمظهر حسن وكل هذا على حساب حرمان الأسرة فأمام الناس لا ينقصهم شيئا لكن في الخفاء يستدينون من الناس ليسدوا حاجتهم وهناك أعمال -بإذن الله- تجلب البركة في الراتب وهي الصدقة ولو بمبلغ زهيد والصدقة تعلمنا أنها لا تنقص المال بل تزيده وهناك صلة الأرحام فيها بسط للرزق وفي حديث عن رسول الله ﷺ، رواه أنس قال: 《من أحب أن يبسط له في رزقه، وينشأ له في أثره فليصل رحمه》كذلك الدعاء في بركة الرزق وتعويد الأسرة على الاعتدال في المأكل والملبس والقناعة والرضا بالرزق الذي قسمه الله لنا وهي من أسباب الراحة وانشراح الصدر وبالتالي الشعور بالسعادة… بارك الله للجميع في أرزاقهم