صناعة الإنسان و دور المعلم في ذلك في ضوء الرؤية الوطنية 2030 م

الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان وصوره وأبدع في خلقة قال تعالى : ( لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ) وصناعة الإنسان تعنى صناعة قلبه و نفسه و روحه صناعة محكمة متكاملة فعلى الإنسان أن يتأمل أي عملية يقوم بها على مدار عمره ، إن الدين الإسلامي هو من صنع الإنسان المفكر المنتج قال تعالی : ( و ولقد كرمنا بني أدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطبيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا ) وقال تعالى (ولقد صرفنا فى هذا القرآن للناس من كل مثل وكان الإنسان أكثر شيء جدلا) .. فالقرآن الكريم خاطب الإنسان لان المدار حوله والتكليف يقع عليه فكل ما يأتي من الإنجازات والاختراعات بإختلاف أنواعها و أجناسها إلا و للانسان يد فيها ، فالأعجاز الحقيقي إذا إنما يكون في خلقه هذا الإنسان ، ولهذا جاء الخطاب القرآني في مواضيع عديدة تخاطب هذا المخلوق فيوضح له تارة أنه إعتنى به بتسخير الأرض له وتمكينه منها حتى يبدع فيها و ينجز ( هو الذى جعل لكم الأرض ذلولاً فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه واليه النشور ) ، وتارة يرشد إلى السبيل في تهذيب النفوس وتقويم الأخلاق قال تعالى : ( خذ من أموالهم صدقة تطهرهم و تزكيهم بها وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم و الله سميع عليم ) ويدلنا على أنجح الطرق لبناء هذه الشخصية في آيات بديعة إبتدأت بقوله تعالى : ( عباد الرحمن الذين يمشون على الارض هونا واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما ) و أمر بتفعيل الفعل مع تسخيره لأنه في حدود ضوابطه قال تعالى : ( ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا ) تتضح الصورة في أن القران الكريم والسنة النبوية لم تأتي لتخاطب الطبيب و المهندس و الاقتصادي و الفلاح و الراعي كل في تخصصه مع إنه أشير فيها إلى علم من علوم الدنيا من قريب أو يعيد علمناه أو جهلناه مادياً كان أو مخاطباً للشخصية الإنسانية ( ونزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شيء ) وإنما خاطبت القاسم المشترك بينهم وهو کونھم جميعاً يحملون الهوية الانسانية و أسهب فيها وفصل لكونها جامعة لكل الآراء والأعراق والشخصيات و أذواقهم و رغباتهم .
والله سبحانه وتعالى خلق الإنسان من طين وجعله خليفة في الأرض قال تعالى ( إني جاعل في الأرض خليفة ) فالإنسان خليفة الله سبحانه وتعالى في الأرض يعمر الأرض
ولا يفسد فيها يعمرها بالبنايات و بنظافتها و يزرعها والاهتمام بها و ينشر فيها العلم فالإنسان ينشر العلوم والشرائع الإسلامية ويفقه الناس دينهم قال تعالى ( وما أرسلنا من قبلك إلا رجالاً نوحي إليهم فأسالوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ) وقال تعالى ( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَم (5)) هذه الآيات هي أول ما نزلت من القرآن الكريم وفيها الحث على العلم والقراءة قال التي (ص) (خيركم من تعلم القرآن وعلمه) فالقرآن هو كلام الله سبحانه وتعالى المتعبد بتلاوته ، والقرآن من أجل العلوم التي يجب على الإنسان أن يتعلمه ويعلمه الأخرين ففيه الخير والبركة وفيه النذير والوعيد و من العلوم التي يجب على الانسان تعلمها ( علوم الطب و علوم الصناعة ، وعلوم الهندسة ) قال تعالى : ( وعلمناه صنعه لبوس لكم لتحصنكم من بأسكم فهل أنتم شاكرون ) فالمملكة العربية السعودية قائمة على تطوير الإنسان وتعليمه العلوم الرفيعة و منها العلوم الشرعية التي أمرنا بها الله سبحانه وتعالى وحثنا عليها نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم وكذلك علوم الطب التي لها الفضل الكبير بعد الله سبحانه وتعالى في أحيا الأنفس. وكذلك علوم الصناعات ( صناعة الطائرات وصناعة السيارات ) وكذلك تعلم علوم الهندسة التي فيها تطور البلدان وفيها تطور العمران
ختاما : مهما تحدثنا وسردنا في هذا الموضوع فلن نستطيع أن نوفيه حقه وقدره ، فإن هذا ما رأته البصيرة وتوصل إليه العقل .

بقلم الأستاذة / فاطمة محمد عريشي

شاهد أيضاً

الكاتبة ” سرَّاء آل رويجح ” في حوار خاص لـ” عسير ” : الجمر أيقونة ألم … والرقص أيقونة نجاح

صحيفة عسير – لقاء خاص : تمتلك الكاتبة سرَّاء عبدالوهاب فايز آل رويجح ، قدرات …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com