عَبْدُ اَللَّهْ سَعِيدْ اَلْغَامِدِيّ .
سَاعَاتٌ وَيُهِلُّ ضَيْفٌ عَزِيزٌ عَلَى اَلْجَمِيعِ أَلَّا وَهُوَ شَهْرُ رَمَضَانْ اَلْمُبَارَكِ اَلْكَرِيمِ وَهَذَا اَلشَّهْرُ اَلْمُبَارَكُ يَحْمِلُ مَعَهُ عَادَاتِ وَتَقَالِيدَ تُضِيفُ إِلَى رُوحَانِيَّةِ اَلشَّهْرِ حَيَاةً يَوْمِيَّةً جَمِيلَةً لِلصَّائِمِينَ لَهَا نَكْهَتِهَا اَلْخَاصَّةِ وَالْمُمَيَّزَةِ . وَنَحْنُ فِي مَمْلَكَةِ اَلْخَيْرِ وَبِحُكْمِ اِتِّسَاعِ رُقْعَةِ اَلْوَطَنِ فَهُوَ يَحْتَضِنُ مَجْمُوعَةً مِنْ اَلثَّقَافَاتِ وَالْعَادَاتِ وَالتَّقَالِيدِ اَلَّتِي تَمَيَّزَ مِنْطَقَةً عَنْ اَلْأُخْرَى وَيَتَّفِقُ اَلْجَمِيعُ فِي عَظَمَةِ وَرُوحَانِيَّةِ اَلشَّهْرِ اَلَّذِي خَصَّهُ اَللَّهُ بِالْجَزَاءِ وَالرَّحْمَةِ وَالْعِتْقِ مِنْ اَلنَّارِ . قَدِيمًا كَانَ اَلنَّاسُ يَسْتَعِدُّونَ لِاسْتِقْبَالِهِ مُنْذُ وَقْتٍ مُبَكِّرٍ وَيَتَزَاوَرُ اَلْأَهْلُ وَالْأَقَارِبُ وَيَتَفَقَّدُونَ أَحْوَالَ بَعْضِهِمْ اَلْبَعْضِ وَمَعَ اَلْعَصْرِ اَلْحَدِيثِ وَاجِهَةَ بَعْضِ عَادَتِنَا وَتَقَالِيدِنَا ظُرُوف جَدِيدَةً نَتِيجَةِ تَغَيُّرِ اَلظُّرُوفِ اَلْحَدِيثَةِ مِنْهَا اَلتَّبَاعُدُ لِنُمُوِّ اَلْمِنْطَقَةِ أَوْ اَلتَّغَرُّبِ لِطَلَبِ اَلرِّزْقِ وَدُخُولِ اَلتِّقْنِيَّةِ اَلْحَدِيثَةِ فِي حَيَاتِنَا اَلْيَوْمِيَّةِ وَأَصْبَحَتْ وَسَائِلُ اَلتَّوَاصُلِ اَلِاجْتِمَاعِيِّ هِيَ اَلرَّابِطُ اَلرَّئِيسِيُّ بَيْنَ أَفْرَادِ اَلْأُسْرَةِ اَلْوَاحِدَةِ وَبِالتَّالِي بَيْنَ اَلْأَهْلِ وَالْأَقَارِبِ ، وَمَعَهَا أَسْتَطِيع اَلْقَوْلُ إِنَّ أَغْلَبَ اَلْعَلَاقَاتِ صَابَهَا اَلْفُتُورُ وَالْكَثِيرُ مِنْ اَلْعَادَاتِ وَالتَّقَالِيدِ تَغَيَّرَتْ وَطَرَأَ عَلَيْهَا بَعْضِ اَلطُّقُوسِ اَلِاجْتِمَاعِيَّةِ اَلَّتِي تَمَيَّزَ اَلْحَيَاةَ اَلْيَوْمِيَّةَ خِلَالَ شَهْرِ رَمَضَانْ اَلْمُبَارَكِ . وَالْمُتَغَيِّرَاتُ مُخْتَلِفَةٌ بَيْنَ مَكَانٍ وَآخَرَ . سَوَاءَ أَكَانَتْ هَذِهِ اَلتَّقَالِيدِ عَرِيقَةً أَمْ مُسْتَجَدَّةً اِسْتَنْبَتَتُهَا اَلْحَيَاةَ اَلْعَصْرِيَّةَ ، فَإِنَّهَا تَنْبُعُ كُلُّهَا مِنْ مَصْدَرٍ وَاحِدٍ أَلَّا وَهُوَ رَغْبَةُ اَلْجَمِيعِ فِي اَلتَّعْبِيرِ عَنْ اَلْبَهْجَةِ بِحُلُولِ اَلشَّهْرِ اَلْفَضِيلِ ، وَالْجَمِيعُ يَسْتَزِيدُ فِيهِ عِبَادَةٌ وَتَقَرَّبَ إِلَى اَللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ بِالصِّيَامِ وَالْقِيَامِ وَقِرَاءَةِ اَلْقُرْآنِ اَلْكَرِيمِ اَللَّهُمَّ بَلَغَنَا رَمَضَانْ وَأَعَنَّا عَلَى اَلصِّيَامِ وَالْقِيَامِ .