بقلم: عبدالمحسن عسيري
يقال أن أحد التلاميذ الإنجليز كان يأوي إلى فراشه كل ليلة ليتذكر ما وقع فيه من أخطاء ، وكان هذا يصيبه بهم وقلق كبير، ولاحظ معلمه هذا القلق على وجهه وعرف منه السبب ، وأراد ان يلقنه وأقرانه درساً، وذات يوم فوجئ هذا التلميذ وأصدقاؤه بالمعلم يدخل عليهم الفصل ،ومعه كوب من اللبن وضعه أمامهم، وتعجب التلاميذ وأخذوا يصرفون أبصارهم تجاه كوب اللبن والأستاذ ساكت لا يتكلم.. وفجأة ضرب الأستاذ كوب اللبن بيده فكسره ، وسال اللبن على الأرض، ثم أمر المعلم تلاميذه أن ينظروا إلى هذا اللبن السائل، وقطع الزجاج المبعثرة على الارض ، وقال لهم إنكم لن تستطيعوا أن تعيدوا هذا الكوب إلى ما كان عليه، وما عليكم إلا أن تلملموا هذا الزجاج المكسور ،ثم تواصلوا العمل مرة أخرى.
العبره من القصه هي: أن علينا تقبل الفشل وعدم السماح له بالسيطرة على التفكير والشعور باليأس والإحباط، وعلينا أن نعمل على تحويل هذا الفشل إلى حافزٍ للنجاح في المستقبل والنظر إلى الصعود والهبوط كجزء من عملية التعلم الإيجابية
ستواصل حياتك بغض النظر عن حجم اخطائك
ستواصل حياتك حتى لو ساءت علاقتك بأحد
ستواصل حياتك حتى لو ماتت بعض احلامك
مهما حدث لا تُضعف نفسك ولا تربط سعادتك بشخص او موقف ولا تغرق ابدًا في مشاعر الانكسار لأنها ستوقف حياتك..”
وفي النهاية:
إلى صديقي القلق المفرط بالتفكير أقول لك كلمة واحدة، (إنسى)،إستمتع بنعمة النسيان التي رزقها الله سبحانه للبشر كي تستمر حياتهم، لا ترفض هذه النعمة، لا تقاومها، بل أريدك أن تصر على النسيان، والغفران،والإقبال على الحياة بنفس مطمئنة واثقة بالله سبحانه وتعالى،وكما قال الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه: (إذا آلمك كلام البشر فلا تؤلم نفسك بكثرة التفكير لماذا قالوا ولماذا فعلوا ذلك، ثق بربك ثم بنفسك، هم بشر مثلك فليس لديهم سوى ألسنتهم ولا يملكون نفعًا ولا ضرًا فلا تعطي الأمر أكبر من حجمه وتمتع بالحياة)
إنهض واكمل سيرك وعش حياتك فقدرك مكتوب ورزقك محسوب وربك موجود.