بقلم/مشاري محمد بن دليلة
تعد المخدرات من الآفات المجتمعية الضارة لما لها من آثار سلبية على الفرد والمجتمع، وتعيش الدول تحدياً كبيراً في مواجهتها ومحاربتها، فهي تستهدف سن الشباب بنسبة عالية لاستعدادهم النفسي، والمستفيد الأكبر هم المروج وذلك لما يحصل عليه من أموال، والخسارة الكبرى تطول الفرد وأسرته وعشيرته والمجتمع والدولة بسبب الآثار النفسية و الاقتصادية والتعليمية والأسرية، فالمتعاطي تسوء حاله وينتقل إلى فعل الجرائم والإضرار بالآخرين وبنفسه مباشرة، أما في الجانب الاقتصادي فهو يحد من التنمية الاقتصادية للوطن لما يسببه المتعاطي من عدم الاعتماد على النفس في إيجاد دخل مالي وقضاء الحوائج الخاصة به، كما أن المتعاطي إذا أدمن انتقل إلى مرحلة البطالة، وفي الجانب التعليمي يضعف جانب التركيز لديهم وهذا ماتحدثه الأعراض الانسحابية بعد التعاطي، وغالب هؤلاء لايكملون الدراسة بسبب آثار هذه الآفة الخطيرة، أما في الجانب الأسري فيحدث غالبا التفكك، وقد يتعرض من يعيشون مع المتعاطي إلى معاناة نفسية لما يجدونه من مشكلات في التعامل معه، فهم يريدون إصلاحه ولكن لايعرفون الطريقة المثلى لذلك.
المخدرات أصبحت من المعضلات التي تواجهها الدول وشعوبها ويتعرضون إلى حملات ممنهجة ويستهدفون بنسبة كبرى من سن 12 سنة إلى 25 سنة ويروجونها للطلاب والطالبات، ومنطلقاتهم أنها تنشط الذاكرة وتجعل منهم أذكياء وأقوياء فتكون الاستجابة عالية لهؤلاء المغرضين ، وحكومتنا الرشيدة في المملكة العربية السعودية قامت بجهود جبارة وحملات مكثفة لتجفيف منابع الترويج والحفاظ على أبنائها، ما سينعكس إيجابا على عجلة التنمية والازدهار لبلدنا، وقد تم استهداف تعزيز حصانة المجتمع من المخدرات في رؤية المملكة 2030 م من خلال برنامج جودة الحياة.
إن آثار المخدرات وخيمة وتحد من التقدم والمنافسة الدولية على كافة الأصعدة ، إن الأعراض الظاهرة على المتعاطي تكمن في الظواهر السلوكية وتغير في الشخصية وتورثها العدائية، وكذلك أعراض ذهانية اللامبالاة واضطرابات هرمونية وإصابة للجهاز المناعي وغيرها مما تحدث عنه الأطباء ذوو التخصص ، والمتأمل لأسباب التعاطي يجدها عديدة ومن أبزرها: ضعف مراقبة الأسر أو فقدان أحد الأولياء إما بمرض أو وفاة أو مصاحبة رفقة سيئة مما يترك مساحة للمروجين لاستهداف هؤلاء، ولذلك يتأكد على الأسر أن تعمل على توعية أبنائها بالمخاطر والأضرار التي تحدث من تلك الآفة وأنها سبب للدمار والأمراض النفسية والجسدية كما يتم المراقبة غير المباشرة للأبناء في سن المراهقة عبر اهتمامتهم والبيئة التي يختلطون بها ليتم تصحيحها باللتي هي أحسن ، كما يتأكد علينا احتواء المتعاطي إذا كان من المقربين وسؤال الله له الهداية، والنصح له في كل وقت وحين والتواصل مع المراكز الحكومية والأهلية والجمعيات المتخصصة لمعالجة المتعاطين ومساعدتهم في نقلهم من الوحول والمستنقعات الممرضة إلى ضفاف الأنهار والحياة السعيدة ، أخيرا إن من الضروريات الخمس التي أكدها ديننا الحنيف حفظ العقل لأن زواله يؤدي إلى عواقب دنيوية وأخروية فبزواله يبتعد الإنسان عن عبادة ربه والتكاليف الشرعية ويكون عالة على التنمية في وطنه ، لذلك من أسماء الله عزوجل الحفيظ ومن حفظه للعبد أن يحفظ عليه جسده من الأمراض وعقله من الشبهات والأفكار الضالة ، نسأل الله أن يحفظ علينا أمننا وإيماننا وشعبنا من كيد الكائدين ومكر الماكرين وأن يجعل بلادنا آمنة مطمئنة وأن يوفق ولاة أمرنا لما هو خير للبلاد والعباد وأن يكتب لهم التوفيق والسداد وأن يمدهم بالقوة والرأي السديد.
مشاري محمد بن دليلة
كاتب في الشؤون الاجتماعية والثقافية