بقلم/ حسن سلطان المازني
من الجولات الصحفية الميدانية التي قام بها فريق مكتب جريدة المدينة بعسير قبل اكثر من ثلاثة عقود والتي لا ننسى تعبها ومشقتها وسعادة نجاحها ونتائجها على ارض الواقع تلك التي رتب لها الزميل العزيز مصهف بن علي عسيري مع رئيس مركز بحر أبو سكينة عبدالله بن سعد الرعيني رحمه الله والشيخ يحيى العربي شيخ شمل المنجحة رحمه الله والشيخ محمد بن سعيد شيخ آل مرضي والشيخ يحيى الغربي رحمه وعددا من نواب وعرائف مركز بحر أبو سكينة فعندما تحدد الموعد جهمت (( بكرت))من أبها انا وعدداً من الزملاء منهم أحمد بن سعد العلالي والمصور علي بن مفرح أبو ظهر الشديدي وغيرهما وليعذرني من لم اذكره متجهين صوب محافظة محايل عسير ثم إلى مركز بحر أبو سكينة وقد تزامن ملامسة الشمس لأديم الأرض مع ملامستنا لأرض بحر أبو سكينة حيث وجدنا القوم قد سبقونا في مقر المركز واصطبحوا بالقهوة والتمر …عند مدخل المركز أصطف الجميع مرحبين بنا حسب البروتوكولات لدى معظم قبائل الجنوب يتقدمهم رئيس المركز وشيخ شمل قبائل المنجحة ومشايخ ونواب وعرائف بحر أبو سكينة …ككبير اشقياء الصحافة تقدمت الفريق بالردودة على المستقبلين والردودة هي ايضاً من البرتوكولات الضرورية فهي خطاباً إعلامياً قديماً لمعظم المجتمع الحنوبي حيث يبين المتحدث للمستقبلين الهدف او الغرض من المجئ …رحبوا بنا وبعد تناول القهوة والتمر ألتوت عجاجة ((دخان)) العُود الأزرق في ارجاء المكان ثم تم تقسيم الفريق الصحفي إلى ثلاث مجموعات مع كل مجموعة عدداً من الأشخاص كأدلاء للمواقع المراد مسحها صحافياً ورصد معاناة سكانها من طرق وسقيا وخدما صحية وتعليمية وخلافها وكوني كبير الأشقياء وبهيئتي القريبة منهم بجهوفي ((شعور رأسي))المتدلية من على أكتافي وعصبتي وتمنطقي بمحزمي وشفرتي ((مدية)) فقد اختاروا لي مسلك ((طريق)) لن انساه ما حييت حيث انطلقنا صباحاً إلى أهدافاً مرصودة من قبل شيخ المنجحة الذي رافقنا رحمه الله في تلك المسالك التي تتكون من الجبال والأودية والاحبلة والنتؤات الصعبة والجيب يتمرجح بنا يمنة ويسرة ولكن قائده خبير بأرضه وكيف يتعامل معها …اثناء السير في تلك الأودية وعندما وصلنا إلى مكان يسمونه ((المناجم)) وهي فعلاً بقايا آثار مناجم قديمة جاد الباري علينا بنزول الغيث فتضاعفت مخاوفي ومن معي من خارج قبيلة المنجحة فالسيول تأتي لتجرف عابري الأودية دون رحمة وأخشى ان اكن من ضحايا أودية المنجحة ولكن عدم مبالاة شيخ شمل المنجحة ابن العربي خلق في قلوبنا طمأنينة فجاريناهم الضحك والنكات وبين رشات المطر عدنا عصراً إلى من حيث انطلقنا في مركز بحر أبو سكينة بعد اكثر من ثمان ساعات من التعب وكل عضوٍ مني يشكوا للآخر …أدينا صلاة العصر ثم تقدم رئيس المركز عبدالله سعد الرعيني نيابة عن الجميع بالشكر لنا على حضورنا وجولتنا ثم دعانا لتناول وجبة الغداء وكعادة التهاميون كانت وجبة يتقدمها الحنيذ ويطوقه الخمير والسليط والفواكه بأصنافها…مع الغروب كثرنا بخيرهم على كرمهم وحسن استقبالهم واختيارهم مسالك رحلتنا كي نشعر بما يعانيه إنسان تلك الديار ووادعناهم عائدين إلى أبها البهية التي ترجع الكهلة صبية.