السفرة حياة أسرة ومجتمع

 

عبدالله سعيد الغامدي.

بداية كل عام وأنتم بخير واليوم نستطيع القول ان الاجازة الصيفية بدأت فعلياً في وسط اجواء حارة جداً تشهدها معظم مناطق المملكة وفي العطلات الصيفية نلحظ الكثير من السلبيات وأهمها الابتعاد عن التجمع الاسري حول *سفرة الطعام* وقد ذكر البعض انها ‏”في طريقها إلي الإنقراض في غضون سنوات ” معليين ذلك الى سلبيات السوشيل ميديا وما احدتثه من بُعد وحب الإنعزالية وما طراء على سيدات البيوت في بعض المجتمعات لدينا والتفضيل أن تكون المناسبات والعزائم خارج البيت.. بلا وجع دماغ!! على رائهن اليوم نشعر بفقد ..ثلاث عبارات خالدة :
‏أفرشوا السفرة …
‏الأكل على السفرة …
‏وشيلوا السفرة ..
‏هذه التعبيرات أكاد أُجزم بانها غابت عن مسامع الكثير ممن يقرأ الآن من الجيل الجديد .. لأنهم يطلبون(دلفري) ويأكلون في غرفهم فالجلوس على السفرة مع الأسرة كان حدث يتكرر ثلاث مرات يوميا في طفولتنا ….( افطار – غداء – عشاء ).وأول من إختفي وأنسحب كانت وجبة العشاء ‏لأسباب كثيرة منها (الرجيم .. والنوم خفيف) بعدها توارى الإفطار من السفرة حزينًا، وذلك نتيجة الصيام المتقطع، والموضة التي ظهرت حديثًا .. ويزعمون أنه صحي الاستيقاظ وقت الظهيرة وأخيرًا الغذاء …والذي ظل صامدًا لفترة، محافظًا على هيبته لمدة أطول، حتى بدأ ينهار أيضًا، بفعل اختلاف المواعيد والانشغال والأكل في الشارع ورچيم الصيام المتقطِّع … وأصبحنا نوزع الغداء في صحون لمن يتأخر.. ليسخنها في المكرويف ويأكل وحده … فضاعت بركة الطعام وعدم الاجتماع.بالنسبة لنا وللكثيرين قبلكم، السفرة لم تكن للطعام فقط …
‏ا…واؤكد انها ليست “مفرش وطعام فقط”
* ‏السفرة حوار ونقاش ومشاركة
* السفرة حكايات وضحك ونصائح وتعليم .
* ‏السفرة حياة أسرة ومجتمع …
*فحافظوا عليها كي تبقى* وفق الله الجميع

شاهد أيضاً

((من ذكرياتي في لبنان ))

بقلم/ حسن سلطان المازني  خلال الحرب الاهلية التي عصفت بلبنان بداية من عام 1976م ولسنوات …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com