ناصر المسلمي
الحمدلله على نعمة الاسلام و العقل ..
كرّم الله الانسان بالعقل و فضله على كثير مما خلق
{ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا }
هذا العقل الذي به يدّبر الإنسان نفسه و يتخذ قراراته ..
خاصةً إذا علمنا أن الحياة ككل عبارة عن مواقف و قرارت تُتخذ .. و ما بعدها يأتي بناءً على ذلك القرار
إننا نحتاج في حياتنا إلى اولاءك العقلاء الذين يفكرون و يتأنون و يصبرون و يتحملون و يتمتعون ببعد نظر يساعد على ضمان راحةً مستقبلية لما يتم اتخاذه في الحاضر
..
العقلاء الذين يتخذون قرارتهم بكل هدوء و تريث و تركيز سواء في كلامهم و ردودهم او في مواقف حياتهم او في مشاريعهم و في جميع مناحي الحياة
كم من فكرةٍ قُتلت قبل أن ترى النور بسبب قرار مستعجل و الخوف من خوض غِمار التجربة
كم من مشروعٍ كان سيؤتي ثماره و يكون نفعه خاصٌ و عام انتهى و توقف قبل أن يبدأ …
و سبب ذلك ما يسمعه صانعي هذه الأفكار أو هذه المشاريع من المثبطين و السوداويين و الحسده و أعداء النجاح و التميز الخفيين …..
حتى في اختياراتك الشخصية و علاقاتك المبنيه على حبٍ في الله و صدق و احترام لا تسمع من الناس و لا تقرر بأحكامهم عن ذلك الشخص الذي تربطك به بيئة عمل او صداقة او مشروع بل جرّب معه و ابني على ما ترى و تسمع منه و ليس على ما يُقال عنه …
كم نخسر من الصداقات و الزملاء المخلصين بمثل هذه الاسباب التافه بل اعظم من ذلك كم هُدم من بيت و تحطمت من أُسرة كانت قائمة مطمئنه سعيدة …
فقط لان احد الأطراف أو كلاهما فتح أذنيه لما يُقال و صدق في شريك حياته …. لا تتعجب أن تسمع مثل هذا فالشواهد كثيرة و لا يمكن حصرها …
إننا نحتاج فعلا في انفسنا و بيوتنا و مجتمعاتنا تطبيقا عملياً للحياة الهادئة المستقره المتأنية الواثقه حتى نصل إلى قمة السعادة و الطمأنينة و السكون …
لأن كل قرار يُتخذ سيكون له الأثر حتماً إمّا ايجابي أو سلبي على الفرد و الأسرةِ و المجتمع ..
كنّ عضواً بنّاء في نفسك و أسرتك و مجتمعك … تحمّل الضغوط اصبر في الشدائد و المواقف الصعبه لا تتخذ قراراتك و أنت في حالة غضب أو حزن أو ضيق فتتحول من قرارٍ يُبنى عليه و يفترض أن فيه الحلول للخروج من الأزمة إلى ردة فعل نفسيه ما إن تتلاشى حتى تعود إلى نفس الدائرة مصحوب بألم الندم و الحزن …
تذّكر أن أحب الناس و خيارهم عند الله اؤلئك الذين امتازوا بالأخلاق الحسنة و الهدوء و الحلم و الصبر و كانوا لطيفين في تعاملهم مع الناس و قريبين منهم ..
سهلين لينين رحماء
يحبهم الناس و يحبون التعامل معهم و مناقشتهم و التقرّب منهم و يثقون فيهم و في آرائهم و مشاورتهم
عكس اولئك الذين يكتفي الناس من شرهم و يبتعدون عنهم و عن الحديث و التواصل معهم مخافة خبثهم و سوء تعاملهم و غِلظةُ ردهم و كلامهم
فأختر بعد هدوء و مراجعة نفسك و محاسبتها من أي الفريقين تود أن تكون ؟؟
أترك لك مطلق التفكير و حُرية الاختيار …
بارك الله في علمك وعملك وعمرك وقلمك.. مقال اكثر من رائع