
بقلم الكاتب/ خالد ال سعد
في عالمنا الحديث، يقضي الإنسان جزءاً كبيراً من يومه في العمل، مما يجعل العلاقات مع الزملاء عاملاً رئيسياً يؤثر على جودة الحياة اليومية، سواء داخل العمل أو خارجه. إن بيئة العمل ليست فقط مكاناً لتحقيق الأهداف المهنية، بل هي أيضاً مساحة للتفاعل الاجتماعي وتكوين علاقات تسهم في بناء بيئة صحية ومريحة،لا يمكن اختزال العمل في المهام والمسؤوليات المهنية فقط، بل يشكل العمل فرصة يومية للتواصل والتفاعل مع زملاء من خلفيات وخبرات مختلفة. هذا التفاعل يعزز الإبداع، ويخلق نوعاً من الدعم الاجتماعي الذي يخفف من ضغوط العمل. فوجود علاقة إيجابية بين الزملاء يجعل العمل أكثر متعة، ويزيد من الشعور بالانتماء للفريق،تتطور العلاقات في بيئة العمل من مجرد زمالة مهنية إلى صداقات متينة في كثير من الأحيان. هذه الصداقات تُثري الحياة الاجتماعية وتخلق فرصاً لتبادل الخبرات والأفكار خارج إطار العمل الرسمي. فالنقاشات الجانبية أثناء استراحة الغداء، أو التنسيق للأنشطة الاجتماعية بعد ساعات العمل، تجعل بيئة العمل أكثر إنسانية وحيوية،يعد التواصل الفعال بين الزملاء أساساً لعلاقات اجتماعية ناجحة. الاستماع الجيد، وتقديم الدعم عند الحاجة، واحترام الآراء المختلفة، كلها عناصر تعزز الروابط بين أفراد الفريق. كما أن الاحتفال بالإنجازات الصغيرة، سواء بشكل فردي أو جماعي، يساهم في بناء روح الفريق وتقوية العلاقة بين أفراده،من المهم أن تبادر الشركات والمؤسسات بتنظيم أنشطة اجتماعية تجمع الموظفين خارج بيئة العمل الرسمية، مثل الفعاليات الرياضية، أو الحفلات، أو الأنشطة التطوعية. هذه الأنشطة تخلق فرصاً للتعرف على زملاء العمل بشكل أفضل، وبناء روابط أعمق بعيداً عن ضغط العمل،عندما تكون العلاقات بين الزملاء إيجابية، تنعكس هذه الروح على الأداء والإنتاجية. فبيئة العمل الإيجابية تقلل من التوتر، وتعزز التعاون، وتزيد من الولاء للمؤسسة. في المقابل، العلاقات المتوترة قد تؤدي إلى ضعف التواصل، وتفاقم الخلافات، وبالتالي تؤثر سلباً على الأداء العام.
العمل والزملاء لا يمكن فصلهما عن البعد الاجتماعي للإنسان. تعزيز العلاقات الاجتماعية في بيئة العمل ليس رفاهية، بل هو حاجة أساسية تسهم في تحقيق التوازن بين الحياة المهنية والشخصية. لذلك، فإن بناء ثقافة عمل قائمة على الاحترام، والتعاون، والدعم المتبادل هو المفتاح لبيئة عمل ناجحة وسعيدة.
عسير صحيفة عسير الإلكترونية