
بقلم – سراء عبدالوهاب آل رويجح:
اكتب وكأني أملي على الكون مشروع حياتي لعظم القصة التي وصفها ربي ب أحسن القصص..
إنها الدواء بعد الله لكل مكلوم فكانت تسلي رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام..
بدايتها حلم يقصه طفل لأبوه فيتنبه الأب وينصح ابنه بأن لا يقصها حتى على اخوته لأن تعبير الرؤيا فيها اصطفاء له..
..حسد..
لكن حسد الأخوة كان الواقع ليس الحلم
((إِذْ قَالُواْ لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ …))
وهنا تجدر الإشارة إلى كل مربي أن لايظهر الميل إلى احد دون آخر ما استطاع سداً لسؤدد الشيطان على النفس البشرية التي قد تضمحل بتهميش الأبوين ، فكسر الخواطر في كهوف الأمان قد يسمح لـ الرذيله أن تتوغل إليها ..
فأخوة يوسف قادتهم الغيرة إلى أن يأتمروا على قتل أخوهم ..
..نصيحة..
“مَا لَكَ لاَ تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ”
أحياناً اعدائك قد يتلبسون جلباب الناصح الأمين وصولاً لأهدافهم الحقيرة، لذلك كان لزاما على الفرد أن ينتقي مصادر توجيهاته وتوجهاته في ضوء قال الله وقال الرسول عليه الصلاة والسلام..
فالأمان ميثاق لايوهب لكل من أدعى الأمانه..
..أمر الله نافذ..
أرادو قتله ودبروا المكائد ولا يعلمون أنهم أقصى مايفعلون هو تنفيذ إرادة الله ..
فقد يُجمع كل من في الكون على على خطط مدروسة بعدتها وعتادها ولا ينجح إلا ما أراد الله رغم أنف كل قوة بشريه..
فاستدار الزمن وأصبح العزيز الذي يتصدق عليهم ..
..الثبات..
قد تُبهت في عرضك
وقد يُسلب مالك
وأحب ماتملك
والمرير أن الطغاة المتجبرين يتسللون إلى مسرح الجريمة بثياب الضحايا المستضعفين
لكن الفطنة تُسقط حيل الباطل ..
فحين جاؤوا بدم كذب لم يصرخ يعقوب ولم يبطش فقط رفع ملفات دعواه إلى مَن من العدم سواه
وهتف :
“فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُون”
..ومضه ..
آحياناً خطئك الوحيد أنك المحبوب ..
فلا تهدأ الأنفس البشريه حتى يقذفوك في بئر الإقصاء عمن أحبك
حتى ولو أبيضت عيناه حزناً
حتى وإن كان من ذويهم
فقط لأنه قلبه اصطفاك و أحبك..
..قيمتك ليست بتقييم البشر..
((وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُواْ فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ))
قد يزهد فيك اقرب قريب
وقد تُبخس حقكك حتى تجد نفسك وحيد في ظلمات بئر الإقصاء
وسجن الوحدة..
لكن هكذا يصنعك الله حتى تكون عزيزا
فقدرك الأبقى وقيمتك الأسمى تكتب في السماء عند عزيز مقتدر ليست بأيدي البشر..
٠٠الصمت إنتصار ..
“قَالُواْ إِن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ مِن قَبْلُ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ”
قد ُتبتلى في نفسك ومالك وولدك لكن النضال ليس الحل دائماً .
فأقوى الإنتصارات هي التي تتهادى بعد طول صمت ..
“إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ”
من فقه الخضوع ألا يكون إلا لقوي ولاقوي إلا الله عزوجل
ومن الفطنة والذكاء أن لا تبث شكواك إلا لمن هو أقدر على حلها وليس هناك أقدر من الله ..
ومن الوهن والسذاجة أن تتذلل للبشر الذين لايستنفذون من ذبابه إن سلبت منهم شي !
وتنسى أن تسكب مدامعك على سجادة وتهتف للعظيم في عرشه..
“يَا بَنِيَّ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللَّهِ “
يعقوب فقد يوسف اكثر من خمسة عشر عام ولا يزال بكل تأدب مع الله ينادي بعدم اليأس من روح الله ..
ويقرنها بالبحث عنهم
فكل مفقود هو مولود حين نحسن الظن بالرحمن الرحيم ونأخذ بالأسباب
لذلك كان النهاية هي الأجمل كما وصفها الأعظم
أصبحت الرؤيا واقع
والتقى الحبيب بحبيه
وارتد البصر
واعتلى المخلص العرش
وجعلها ربي حقاً ..
عسير صحيفة عسير الإلكترونية