
بقلم الأستاذة / صالحة القحطاني
تتجلى حكمة الله في آية: “فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين”، حيث تُبرز لنا أهمية الرضا والشكر في حياتنا اليومية. تدعونا هذه الآية الكريمة للتأمل في النعم التي نملكها، مهما كانت بسيطة أو روتينية، ونشجع أنفسنا على تقدير كل لحظة نعيشها.
-استحضار المعاني العميقة
استحضر الآية في حياتك اليومية لتتحول هذه العبارة إلى واقع ملموس في حياتنا، علينا أن نتبنى أسلوب حياة تشبعه بوعي وتقدير. في كل صباح نستيقظ، لنبدأ يومنا بالتأمل في النعم التي نملكها. فكر في أن تتنفس عميقًا، تتأمل في دفء السرير الذي نمت فيه، في المياه التي تسقي جسدك، في الطعام الذي تهيئه لتبدأ يومك. عند كل خطوة.لننظر إلى أبسط الأشياء حولنا: كوب من القهوة، ابتسامة من أحبائنا، أو حتى أشعة الشمس التي تشرق من خلال النوافذ.
تذكر أن هذه العناصر ليست مجرد روتين، بل هي هدايا من الله تستحق الشكر.
-رضا النفس
إن الرضابما قسمه الله لنا هو صفة من صفات المؤمنين. فعندما نتقبل واقعنا ونعمل على تحسينه بدلاً من التشكّي، نفتح أبواب القناعة، ونعرف أن الله دائماً يخطط لنا ما هو خير. لذلك دعونا نتذكر أن كل تحدٍ نواجهه هو فرصة للتعلم والنمو .
-الشكر وازدياد النعم
من ضمن التعاليم العظيمة التي تعكسها هذه الآية الكريمة هي أن الشكر مقرونٌ بزيادة النعم. عندما نُظهر امتناننا لله، فإننا نساعد أنفسنا على رؤية الخيرات التي تُمنح لنا. فالشكر لا يُعبر فقط عن كلمات تُردد، بل هو شعور يُشعل القلوب. فلنحرص على ممارسة الشكر في حياتنا اليومية، سواءً بالقول أو بالفعل. يمكننا كتابة رسالة شكر، أو تقديم يد العون للآخرين، أو مجرد الابتسام للمحيطين بنا.
ختاماً:
فلنأخذ ما آتانا الله، ولنكن من الشاكرين. فإن الحياة، برغم روتينها، مليئة بالنعم، وهي تتطلب منا فقط أن نفتح أعيننا ونُعيد صياغة فهمنا لها. فشكراً لك يا رب، على كل ما وهبتنا، ولنجعل من الشكر أسلوب حياة يعكس محبتنا لله واعترافنا بجميع النعم، سواء كانت كبيرة أو صغيرة. فمن خلال الشكر والرضا، نغذي أرواحنا ونُعزز من حسناتنا، ونجد السعادة الحقيقية في كل ما يحيط بنا.
عسير صحيفة عسير الإلكترونية
الله يرضى عليك وعلى والديك