
بقلم الاستاذة / صالحة القحطاني
حينما خُطت أولى خطوات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الأرض الطاهرة في المملكة العربية السعودية، بدأت لحظة تاريخية تُكتب بأحرف من ذهب. كانت مراسم الاستقبال تحمل عبق الماضي واستشراف المستقبل،استقبلت الخيول العربية الفارهة الضيف بكرمٍ عربيٍ أصيل، وبدت وكأنها تحكي قصة الحضارة والتراث العريق للأمة.
بينما كانت رمال الصحراء تحتفظ بأسرار الزمن، أضفى اللون البنفسجي، رمز الهيبة والفخر، بهاءً على مراسم الاستقبال، ليعكس عظمة الوطن وجماله. وفي تلك الأجواء المفعمة بالحيوية، كانت القهوة السعودية، رمز الضيافة الأصيلة، تُقدّم بكل فخر،تلك القهوة التي تُفتتح بها المجالس وتُكرّم بها الوفود، أضفت لمسة دافئة بحسن الضيافة، حيث كانت تُرشَّف من فناجين تحمل حب الثقافة والتراث.
وبكل انبهار، تابع ترامب الإنجازات الباهرة التي حققتها السعودية خلال ثماني سنوات، مشيداً بالتحولات التي قلبت الموازين وأعطت الأمل لأجيال مُقبلة. يتجلى هذا الإنجاز كأنه ثمرة لرؤية واضحة يقودها الملك سلمان وولي عهده، الأمير محمد بن سلمان، حيث تكُبد خلال تلك السنوات جهود مستمرة وغير عادية لتحسين مسارات التنمية.
لم يُخفِ ترامب مشاعره تجاه ولي العهد، قائلاً: “ما أقوم به الآن هو من أجل محمد بن سلمان”؛ إذ أعدَّ ولي العهد هو النجم المتلألئ في سماء السياسة العالمية، مُؤكداً أن “لدينا حلفاء رائعون في العالم، لكن لا يوجد أقوى من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان”. هي كلمات عكس فيها ترامب عمق العلاقة الاستراتيجية التي تربط واشنطن بالرياض، ما شكل تحالفاً يضفي قوةً جديدةً على مجريات الأحداث.
نتائج هذه الزيارة كانت مثمرة، حيث كانت بمثابة الضوء الأخضر لرفع العقوبات عن سوريا، بالإضافة إلى انعقاد قمة خليجية أمريكية تعزز من التعاون والتواصل بين الأطراف المختلفة. لقد تمخضت الزيارة عن خطوات استراتيجية تعكس التقارب والاحترام المتبادل.
ومع اختتام الزيارة، جاء دور وداع سمو ولي العهد لترامب، لحظة طغت عليها الألفة والأمل. تلوح أمام العينين مشاهد من التعاون والحوار، حيث تُختتم رحلة الضيف بعناق من المحبة والاحترام، تعكس الأواصر المتنامية بين الدولتين.
في الختام، كانت زيارة ترامب للسعودية أكثر من مجرد حدث سياسي، بل كانت تجسيداً للضيافة العربية، وفصولاً من التاريخ تكتب بأقلام الزعماء، حيث تتعانق الآمال، وتتواصل الأقدام على أرضٍ جعلت من التفاهم والاحترام المرتكز الأساسي لكل علاقة.مؤذناً بفصل جديد في العلاقات الدولية التي تجمع بين القوى الكبرى في عالم يشهد تغيرات لا تنتهي…
عسير صحيفة عسير الإلكترونية