كشاف الجمعة >>
 
الذكاء الاصطناعي.. شريك للإنسان أم بديل مقلق؟

بقلم / علي سعد الفصيلي

لم يعد الذكاء الاصطناعي مجرد تطور تكنولوجي عابر، بل أصبح حاضراً في أبسط تفاصيل الحياة و أعقد القرارات، مساهماً في تقليل هامش الخطأ البشري، وتحليل البيانات، والتنبؤ باحتياجات قطاعات الصحة والتعليم، والمراقبة الأمنية، وتطوير أنظمة النقل الذاتي كقيادة قطار الرياض، إلى غير ذلك من آلاف الاستخدامات التي تدعم عمل الحكومات والشركات والأفراد.

خلف هذا الوهج التقني، تلوح في الأفق مخاوف حقيقية لدى بعض الموظفين الذين يشعرون بأن وظائفهم باتت مهددة، لا سيما مع تزايد الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في كثير من المهام الوظيفية، إلا أن الاعتماد الكلي عليه، خاصة في الأعمال الحساسة كالهندسة المعمارية والطب والتعامل المباشر مع المرضى، يظل مرفوضاً وغير منطقي، فهذه المجالات تتطلب دقة عالية، وقرارات مصيرية ذات طابع إنساني لا يمكن للذكاء الاصطناعي اتخاذها، وأي خطأ في تصميم مبنى أو في تشخيص حالة طبية معقدة قد يؤدي إلى عواقب كارثية، مما يفرض الإبقاء على العنصر البشري كمراقب ومتخذ للقرار الأخير.

ومهما بلغ الذكاء الاصطناعي من تطور، فإنه يظل عاجزاً عن اختراق أعماق العقل البشري والتسلل إلى قلبه، أو التعبير الصادق عن مشاعره وعواطفه، فلا يمكنه أن يكتب نصاً أدبياً نابضاً بالإحساس، أو مقالة صحفية تمس القارئ، أو قصيدة تلامس الوجدان، فالإبداع في جوهره يبقى إنسانياً خالصاً.

خاتمة البروق:

إن التحدي الحقيقي ليس في مقاومة الذكاء الاصطناعي كعدو أو خصم، بل في كيفية التعامل معه واستخدامه الاستخدام الأمثل، ليكون أداة قوية تدار بوعي الانسان في خدمة البشرية.

شاهد أيضاً

نبي الله يوسف عليه الصلاة والسلام يتطوع ليكون مسؤول المالية

بقلم الكاتب/ عوض بن صليم القحطاني أشار القرآن الحكيم إلى نماذج من تطوع نبي الله …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com