هذا النداء أوجهه لأصحاب السمو أمراء المناطق السياحية ولرئيس الهيئة العامة للسياحة ولجان التخطيط والتنفيذ لبرامج السياحة في المملكة , وأقول بأن السياحة لا تقتصر على التنزه والتسوق فحسب بل هي مفاهيم متعددة قد يكون التنزه والتسوق عواملاً مساعدة لها. إن النسخة السياحية التي تعتمدها لجان السياحة سنوياً تعاني من التكرار حتى أصبح مفهوم السياحة الداخلي هو آخر الخيارات بالنسبة للمواطن إن كان ضمنها وهنا لن أتحدث على لسان البعض مما تعانيه برامجنا السياحية من قصور في الخدمات والصيانة والتطوير و التكرار الممل والغير مرضي للبرامج والنشاطات ولذلك فالبعض يرى أن البرامج السياحية بحد ذاتها ليست جاذبا ً للسياح ولكن لعدم وجود خيارات فلسان حالهم يقول فما حيلة المحتال إلا ركوبها. اليوم أتحدث عن مفهوم السياحة التعليمية والتي لها نصيب الأسد في برامج السياحة العالمية سواء الأمريكية أو الأوروبية أو الأسيوية أو غيرها والتي لا تجد حيزاً في برامجنا السياحية ولا اعلم هل السبب في المخططون أم المخطط لهم فإن كان هناك استطلاع رأي عن البرامج وإشراك المستفيدين والأخذ برؤيتهم واحتياجاتهم فالقضية هنا تحتاج لرفع مستوى الوعي لدى السائح وإن لم تكن كذلك فالمشكلة تكمن في لجان التخطيط و بإمكان هذه اللجان صناعة السياحة في قالب تعليمي مع استمرار بقية البرامج بل وستكون داعماً لها , هناك من يريد أن يتعلم شيئاً خلال فترة الإجازات الصيفية بدلاً من السهر وضياع الوقت في ما لا ينفع ولكن من منح الفرصة لهذه الفئة وهنا أقول بأن لدينا القدرة على التعاقد مع أفضل الشركات والمؤسسات التعليمية والفنية العالمية والتي تمنح دورات قصيرة وبرامج تخصصية للفئات الراغبة في الاستفادة من تلك البرامج في فترة الصيف أو على مدار السنة فهناك السياحة الشتوية كذلك التي لها برامجها ولها مكانتها لدى السياح أيضاً. سنوياً تصرف وزاراتنا مبالغ طائلة لعمل دورات خارجية لمنسوبيها في فترة الصيف وبإمكاننا الإستفادة من ذلك وعمل برامج مشابهة ذات طابع عالمي وتخصصي منافس و بإمكاننا فتح معاهد لتعلم اللغة الانجليزية لمن يرغب تعلمها في بيئتها الأم فبدلاً من السفر خارجياً لتعلم اللغة بإمكاننا استقطاب الأساتذة متحدثي اللغة الأم وبرامج عالمية والعمل على إنشاء أكاديميات مستقلة يقوم فيها الطالب بالدراسة بحيث أن يكون التحدث باللغة الانجليزية ملزماً داخل إطار هذه الأكاديميات لجميع من يعمل بها ويدرس بها. لدينا في مدينة ابها مكان رائع يفوق الوصف وبإمكاننا استغلاله لمثل هذه الأنشطة لجغرافيته الخلابة وطرازه المتميزة وإستقلاليته الكاملة التي تجعله مكانا مناسبا لمثل هذه البرامج وهذا الموقع هو فندق الانتركونتيننتال بالسودة وبإمكاننا المساهمة والتخطيط لمثل هذه البرامج وبناء السياحة بوجه جديد يخرجها من روتينها المعتاد ويجعل منها وجهة متعددة الخيارات حتى تضمن لها البقاء والاستمرارية . وكذلك المساهمة في تغيير مفهوم السياحة الداخلية والمحافظة على هوية المواطن بإيجاد مثل هذه البرامج داخلياً دون الحاجة للسفر إلى الدول الخارجية للتعليم والتدريب والتطوير.
* أكاديمي بجامعة الملك خالد- كلية اللغات والترجمة
>