بقلم – يحيى الشبرقي
أحلام هلامية تلك التي تراود ملالي ومعمي ايران ، المأزومة بإرث امبراطوري قديم تهاوى منذ أكثر من 1400عام ، على يدي أبو بكر ثم عمر ، عبر موقعتين تاريخيتين هامتين ( ذات السلاسل – القادسية ) ولذلك فاللعنات الفارسية ثم الصفوية تلاحق هذين العملاقين رضي الله عنهما حتى الأن ، وهذه هي العلة الأساسية ، في كيل السب والشتائم لخلفاء رسوله صلى الله عليه وسلم ، وليست ملاحمهم ورواياتهم ” الخنفشارية ” التي يسوقونها للدهماء المدجنين ، من أتباعهم ، بأن هذه البذاءات ليست الا من أجل نصرت الخليفة الرابع علي بن طالب رضي الله عنه ، الذي صودرت خلافته كما يزعمون ، وهذا كلام ممجوج يمكن أن تلحقه بفتاوى الخمس والمتعة و ….. الخ ، من هذه الأكاذيب التي يتوارى خلفها أعظم حقد عرفته البشرية يسكن النفس الفارسية !!! التي لوحق للتاريخ أن يرسم تماثيل ” للحسد والحقد ” لاختار بلاد فارس واحة لهذه التماثيل .
هذه النفوس المسكونة بالكبرياء والغطرسة ، التي لم تكن تتخيل أن يكون للعرب (( نبيٌ ودولة ونظام ومجد )) ، لأنها لم تكن تحسب لهم أدنى الحسابات ، في أن يقوضوا معابد النار وأمجاد كسرى ، بل انهم كانوا خارج حسابات المنافسة عندهم مقارنة بأعدائهم الروم .
أسوأ الاحلام هي ” أحلام اليقظة ” التي لا تأتي إلا للنفوس المريضة ، في مسارح اللطميات والبكائيات الكاذبة ، خلف الستائر الداكنة التي تخفي ورائها ناراً ساكنة تحت كثبان الرماد ، تحلم بإمبراطورية جديدة تمتد من الفرات إلى النيل مروراً بالشام !! في عالم لم يعد فيه مكاناً للإمبراطوريات السالفة ، بل إن الواقع هو التفكك والتشظي ، كما حصل للإمبراطورية السوفيتية كأخر من عاصرناهم قبل سنوات . لا ادري كيف يفكر هؤلاء المؤدلجين ظاهرياً بالتشيع ، وباطنياً بالفارسية و الصفوية ! ولأرى أن في ذلك ما يحفز هذه الأحلام لقادة إيران ، إلا أنهم أبعد ما يكونون عن السياسة ، إذا أمنا بأن السياسة (( حرفة ومهنة وصنعة وعلم )) لها أربابها ، إلا قشرة الموز الصهيونية التي ستدفع ثمنها إيران وشعبها لا حقاً .
فإسرائيل الكيان الغريب المزروع في الوسط العربي استثمارياً ، هي التي تحلم هذا الحلم الإمبراطوري ودولتها المزعومة من ( النيل إلى الفرات ) فكيف لنا أن نوفق بين الحلمين ؟! .
الواقع يقول إن إيران ليست إلا فزاعة ، أو مقاول باطن أو صبياً لإسرائيل ، سواءً أكانت تعلم أولا تعلم ، مهمتها إشغال وإضعاف الدول والكيانات العربية المحيطة بإسرائيل ، عن طريق عملائها وأذنابها ، كالأسد الذي يمارس سياسة ( الطحن ) أو ( الرحى ) في بلاده المتوج بتصريحه الشهير ” بأنه يمكن أن يهدي سوريا لإيران ” منذ عدة أيام ، ولا شك أن هذا الهدف هو أهم واكبر أهداف وأحلام إسرائيل ، بإضعاف كل المحيطين بها حتى تموت طموحات الإنسان العربي ، وهو الهدف الذي تعمل له إسرائيل منذ خمسين عاماً ، ودخلت من أجله الحروب العديدة ، وصرفت على هذا الهدف مليارات الدولارات ، حتى خرج لها ( العفريت الإيراني ) من قمقمه فأمتلكت به خاتم سليمان !! ولذلك فإسرائيل الأن تتفرج على الموقف من بعيد وتحفز من الأطراف لهولاء الأيات المعميين ، اللذين حققوا لها في عشر سنوات ما قد تعجز في تحقيقه على مدى مئة عام ، دون أن تخسر طلقة واحدة ، بإيحاءات مبطنة لهم على طريقة إخواننا المصريين ( وماله ) و ( من حقكم ) أي من حقكم إعادة مجدكم الفارسي !!! . فإذا استوت الطبخة انقلب السحر على الساحر وكشرت إسرائيل عن أنيابها وأخرجت ما في ملاحمها وكتبها القديمة من أباطيل وبدأت تتمدد هي في الأراضي المحروقة والشعوب العربية المنهكة ، بل وسوف تصل إلى تفكيك إيران الهشة في أيام ! تحت نظريات حقوق الإنسان وحقوق الأقليات ودعم المستضعفين وإشغالها من الداخل وعندها تتبخر الأحلام الشيطانية وتتساقط العمائم الخمينية التي ستدرك في الأخير ( أن لا سياسة أدركت ولا دين أمسكت ولا أحلام تحققت ) وإن غد لناظره قريب .>
كلام في الصميم