لا يمكن تجاهل البعد الإعلامي وآثاره وفلاشاته في التوثيق والإثبات والأرشفة والاستحواذ والسعة و(الاتصال) والانتشار والاطلاع والسيطرة،،،،، ولكن لا يعني ذاك إغفال (الإنتاجية) والبناء الحقيقي، وإصلاح التفاصيل والخوالج داخل الجهة والمؤسسة…!
وإلا أضحى إعلامنا (مزيفا) ذَا مين ومغالطة واشتهار….! يشابه إلى حد ما، قنوات التضليل السياسي والثقافي والاجتماعي… (أسمع جعجعةً ولا أرى طحنا…)!
تحسب أنهم على شئ، وإذا هم بلا (أي شئ)…!
وعند التحقيق والتحقق وبيان المخرجات وجرد الحساب، لا تلقى يواجهك إلا صور من الإفلاس والضياع….!
ويصوّرون حديثَهم وطعامَهم// وإذا يحينُ الجد في إهمالِ
لحظٌ وألوانٌ ونشرُ روائعٍ// وحكايةٌ ممدودةُ الأقوالِ
ومع اعتقادنا أن المؤسسات بلا إعلام هي في النهاية (مَيتة لا حراك) لها، ولو زعمت وادعت..!
ولكننا لا نريد التعويل على الإعلام الشكلي، المغيَب (للجوهر) والمضمون،،،!
وحينها إعلامنا سيكون مقصوداً لذاته دون أي إنتاجية وفاعلية واقعية، ويُستخدم :
للمخادعة والتزييف…
وللشهرة والتخريف…
وللذيوع والتجديف….
وللظهور والتشريف…
وفي الحقيقة يوجد (ثغرات) وإخفاقات متعددة…!!
وتسجيل الداعية والعالم أو المؤسسة لكل تحركاتها، لا بد أن تحسن فيها النية، وأن تفرز ثمارا مختلفة، (وأفانين) عطرة…!
ومن المؤسف أن يتسع الإعلام الرسمي وينمو، والإصلاح الاجتماعي والثقافي والشرعي لا يزال (هزيلا )أو محدودا..! وتجد إعلام المؤسسات، والفاعلية قليلة، وتعاين إعلام الأفراد والشخصيات الاعتبارية وآفاق تغييرها لا يزال هشا، ولم يخط الخطوات المرجوة..!
فلا يعني (إكبارنا) للشأن الإعلامي، أن يدعيه المرء بلا( دعوى)، أو يتبناه بلا حقيقة، أو يمتثله بلا واقع، أو يتناغم داخليا مع الحظوظ النفسية دون حظوظ مجتمعية وتأثيرات واقعية، عاكسة لدور الجهة أو المؤسسة….!
إلا إذا انتقل الحدث من السياق الدعوي للسياق (الترفيهي) الإلهائي…!
وكثرة التعاطي الإعلامي وحب التوثيق والظهور دون نتائج تُذكر، أو ومضات تُحمد، أو بصمات تُحفظ، ستُحمل عند (الرأي العام) على أسوأ المحامل، وترسم صورة مشينة في الأنظار…!
ويُتهم صاحبها أو المؤسسة، بالخيلاء وحب الظهور، وتغليب الشكل على المضمون، وتلوث المقصد، ..!
فالواجب الاعتدال، والموازنة مع الجوهر والواقع، وأن لا نجعل جماليات الصورة تفوق (غراس) الإنتاج، ولمسات الإنجاز، لأن الأنام تنتظر المفيد والعزيز والمجدي، وتأمل صلاح حالها ومجتمعها، والارتقاء بفكرها وأبنائها….!
فوجب الحذر، وامتطاء اليقظة، والتفكير (الجدي) في العمل والإنتاج السلوكي والفكري…!
فقد مل الناس مع الطفرة الإعلامية الصور والتصريحات والألوان والفلاشات والمزهريات والزخرفات، المسجلة لموقف ما، في ظل الانعدام والشح الإيجابي النفعي…! وإلا فكيف تحكمون …؟! (( وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض )) سورة الرعد .
والاستبصار العقلي مع الإعلام وتوثيقاته، ولكن لا تجف (دِلاء) الإنتاج، التي تعمل على النفع والإفادة والإجادة، لأن (( الله لا ينظر إلى صوركم وأجسامكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم )) كما في صحيح مسلم .
فالمظاهر بلا مخابر تزييف مُضنٍ…!
والأضواء بلا إضاءة سفاهة وإضاعة..!
وتوالي الكاميرات بلا ثمرات، مَظِنة ورطات وعثرات، والله المستعان .
ومضة/ البريق اللامع سينطفئ ما لم يكن له أساس يعتمد عليه…!
الدكتور _ حمزة آل فتحي
وكيل شؤون الطلاب بفرع تهامة.>