(نبض عسير527 وداعاً لشيخ القضاء وشيخ القبيلة)

بندر بن عبدالله أحمد ال مفرح

ودعت مدينة أبها أحد أهم رجال القضاء على مستوى المملكة وأحد أبرز أعيان منطقة عسير وقد أدت جموع غفيرة الصلاة على الفقيد بعد عصرالأحد 24/ 5 / 1441 بجامع الملك فهد بأبها بحضور مشائخ القبائل وطلبة العلم والوجهاء ومدراء الإدارات الحكومية وأصحاب الفضيلة والسعادة أبناء الفقيد ؛ وكان المنظر وقت الصلاة والتشييع مهيباً ولكنه يدل على مكانة الفقيد والقبول والاحترام الذي يحظى به . . . الفقيد هو معالي الوالد الشيخ ؛ محمد بن أحمد بن محمد العسكري رحمه الله وأسكنه فسيح جناته الذي إستقر في الأعوام القليله الماضية في مدينة أبها فأضاف لجمالها جمالاً ؛ ولبهائها بهائاً ؛ ولروعتها روعة ؛ ولهيبتها هيبة ؛ فكان في مجالسها يصدح بالحق ؛ويتحدث في المجالس الرسمية والإجتماعية والقبلية (بقال الله وقال رسوله ) كان الفقيد يتحدث عن جهود الملك عبدالعزيز أثناء فتح الرياض ؛ وأثناء توحيد المملكة ؛ يدعو دائماً لتوحيد الصفوف ويُذكر بنعمة الأمن وبمكانة المملكة العربية السعودية ؛ ويحث على طاعة ولاة الأمر ؛ ويحذر الشباب من الوقوع في المحرمات ؛ وكان رحمه الله يُحارب الغلو والتشدد والتطرف . . . الشيخ محمد العسكري تدرج في طلب العلم على النحو الأتي ::
(1) في قرية العوص درس في المعلامة القران والكتابة على ألواح الخشب . .
(2) درس على يد أحد المدرسين أحضره والده له ولأفراد الأسره . .
(3) إلتحق في السنة الثانية لأول مدرسة برجال المع . .
(4) تابع التزود بالعلم على يد والده شيخ قبيلة العوص برجال المع . .
(5) درس في المعهد العلمي بالرياض . .
(6) درس في المعهد العلمي بشقراء . .
(7) درس في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة وتخرج منها 1386 للهجرة . .
(8) إلتحق بالمعهد العالي للقضاء لنيل درجة الماجستير عام 1390 للهجرة . . 
(مواقع العمل)
(1) عين كأول قاضي في مركز صفوى بالمنطقة الشرقية 1391 . .
(2) عين رئيساً لمحاكم منطقة الجوف أواخر 1392 إلى 1397 للهجرة . .
(3) عين رئيسا لمحاكم منطقة نجران ؛ منذ اواخر 1397 ورقي لقاضي تمييز 1410 للهجره وصدر التكليف بإستمراره في منطقة نجران إلى عام 1422 للهجره . .
(4) باشرالعمل في المحكمة العامة بمكة المكرمة 1422 . .
(5) صدرقرار ترقيته لرئيس محكمة التمييز في 1424 وتمت إحالته للتقاعد لبلوغه السن النظامية . .
 (من أشهر معلمي الشيخ محمد العسكري )
1_ الشيخ ؛ عبدالعزيز بن باز رئيس الجامعة الاسلامية آنذاك ؛ حيث كان الشيخ العسكري يكلف بقراءة بعض رسائل المستفتين من بعدصلاة العصرإلى قبيل صلاة العشاء يوميا لمدة ثلاث ساعات بترشيح من إبراهيم الحسين مدير مكتب بن باز. .
(2)الشيخ ؛ محمد الداود بالمعهد العلمي بشقراء . .
(3)الشيخ ؛ عبدالعزيزالداود بالمعهد العلمي بشقراء . .
(4)القاضي الشيخ ؛ هاشم بن سعيد النعمي إستفاد منه في مجال الحلقات وقد عينة إماما وخطيبا في قرية آل مصم بوادي العوص برجال المع ؛ ودرس العسكري ؛ علم الفرائض وحفظ خمسة أجزاء من القرأن الكريم على يد النعمي . .
(5) الشيخ ؛ عبدالقادرشيبة الحمد . .
(6) الشيخ ؛ محمد عطية سالم . .
(7) محمد ناصر الألباني إستفاد منه في الحديث . . 
(8) الشيخ ؛ محمد الشنقيطي إستفاد منه في التفسير . .
(9) الشيخ ؛ ناصرالطريم . . 
(10) الشيخ ؛ عبدالله السالم . .
(11) الشيخ ؛ عبدالله الضعيان مديرالمعهد العلمي بشقراء ؛ إستفاد منه في المجال الأدبي والأخلاقي . .
(المناصب الأخرى)
بعد وفاة والده الشيخ أحمد العسكري ؛ تم تكليفه شيخاً لقبيلة العوص لمدة سبعة أعوام تقريباً؛ وبعد ذلك تنازل بالمشيخة لأخيه الشيخ إبراهيم لإرتباطه بشؤون القضاء والتنقل المستمر ؛ وكان فضيلة الشيخ العسكري يديرجمعيات التحفيظ وجمعيات البر في المواقع التي يشغل فيها كرسي القضاء . .
(السفروالترحال)
كان للشيخ ؛ محمد شرف التنقل بين مدن وقرى المملكة للقيام بمهام القضاء أوللعبادة أوللإستجمام ؛ وكانت له زيارة خارجية ؛ لغرض العلاج في لندن ؛ وأخرى إلى عمان ؛ ويقول الشيخ محمد ؛ زرت صديقاً لي منتدباً للقضاء في هذه الأرض وقد تجولنا وشاهدنا مدارس البنات عندهم في الوقت الذي لايوجد لدينا مدارس بنات في المملكة. . .
(أولاد الشيخ محمد وبناته)
لديه 16 ولد . . و7 بنات . . وتزوج في حياته سبع مرات . . وبلغ أبنائه وأحفاده قرابة ال 100 . .
((من أقوال ؛ الشيخ محمد العسكري)) نصيحتي للقضاة المستجدين والقدامى أن تكون علاقتهم بالله قوية ؛ وخوفهم من الله في المقدمة ؛ وأن يدرسوا القضايا من جميع جوانبها والايتعجلوا في إصدار الأحكام ولايرتجلوا في ذلك ؛ ومع أن القضاة في هذا الوقت لايقبلون النصيحة ولا يطلبون المشورة ؛ إلاأن من ميزة القاضي الناجح أن يتسلح بالعلم ويتنازل مع طلبة العلم الأقدم منه ؛ ويأخذ بمشورتهم وأن يرتبط بالله في كل قضية ؛ ولايستبدالقاضي برأيه))
الفقيد الشيخ ؛ محمد العسكري ذواقا للأدب ومثقف وله عدة قصائد وكان ينوي إخراجها في ديوان خاص وقد تحفظ على نشرها لدواعي خاصة ؛ وللشيخ محمد قصيدة جميلة عن فلسطين يقول فيها :
(( هل للمنادي في الأنام مجيب ؛؛؛ والحق غاد والزمان عصيب . .
هذي فلسطين الجريحة هل لها ؛؛؛ 
بين الورى مستشفع وطبيب . . 
أضحت تناديكم بحال مقالها ؛؛؛
ياويحكم ما للاصيل غريب))
وقدترك الشيخ مكتبة كبيره تحتوي على كافة العلوم المعارف وكانت له خير ونيس في حياته ويمكث بها أوقاتا طويلة في غيرأوقات العبادة. . . حظي الشيخ محمد بن أحمد العسكري بالتقدير والإحترام من كافة طبقات المجتمع ؛ ووجد معاملة خاصة من قبل الملوك والأمراء وكبار المسؤولين . . . أتذكر جيداً في عدة إستقبالات رسمية بأن الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد ووزيرالدفاع والطيران والمفتش العام رحمه الله ؛ أثناء زياراته المتكرره لمنطقة عسير يلتقي بكافة شرائح المجتمع ؛ وكان يتعامل مع الجميع بإحترام شديد وبكرم حاتمي وكان يطل على عسير من سلم الطائرة مبتسما ويقيم فيها مبتسما ويكرم أهلها ويقضي حوائجهم مبتسما ويغادرها مبتسما ؛ ويجد الشيخ إبراهيم الحديثي والشيخ محمد العسكري من سموه معاملة خاصه تتثمل في تقبيل رأسيهما إحتراما لكبرسنيهما ولما يحملانه من علم شرعي وهذا الأمر يقف له أبناء عسير إحتراما وتقديراً ؛ ولاشك بأن الأسرة المالكة الكريمة على قدر كبير من الاخلاق الفاضله فلهم علينا السمع والطاعة . . . في عام 8 ربيع الأول 1421 قام الامير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية بزيارة لمنطقة نجران يرافقه عدد من أصحاب السمو الملكي الأمراء وقد كان للشيخ محمد العسكري حق التقدير والاحترام ؛ حيث خصه الأمير نايف بزيارة خاصه في منزله حضرها الامير؛ مشعل بن سعود والامير؛ محمد بن نايف ؛ والاميرخالد بن مشعل بن سعود والامير نواف بن مشعل والامير نواف بن نايف وأصحاب الفضيلة قضاة محاكم نجران وقد أثنى سمو الامير نايف أثناء الزيارة على القضاء السعودي فيما يخص إستقلاليته وعدالته ونزاهته وهذه شهادة في حق الشيخ العسكري وكافة قضاة المملكة وفي مجلس الشيخ رحمه الله وقل من يحصل ويحصد هذا التكريم من أسد الأمن رحمه الله وأسكنه فسيح جناته . . . الشيخ ؛ محمد العسكري من المكرمين العشرة في حفل جائزة الوفاء التي أقامها سموأميرمنطقة عسيرالأسبق فيصل بن خالد في 4/ 6/ 2010م ؛ لخدمته في مجال القضاء ولتميزه في مجال الخطب المنبرية التي ألقاها في عدد من مناطق المملكة ومنها الجامع الرئيسي بالجوف ؛ والجامع الكبير بنجران ؛ على مدى 24 عاما حتى سمي الجامع بإسمه ؛ ولإشرافه على جمعيتي تحفيظ القران الكريم وجمعية البربمنطقة نجران ولجهوده البارزه في الإصلاحات القبلية ولرسالة الماجستير(المرأة بين الحجاب والسفور) والتي أوصي بطباعتها ونشرها ؛ ولرسالته في الصلاة ودورها في بناء المجتمع . . . من أبرزما شدني لمتابعة أخبارالفقيد ؛ سماعي لبرنامج الإعلامي محمد المشوح على إذاعة القرأن الكريم قبل أكثرمن عشرين عاما ؛ حينما إستضاف الشيخ ؛ محمد العسكري لمدة 35 دقيقة وهو رئيسا لمحاكم نجران حينما رد الشيخ ؛ على سؤال عن تاريخ ولادته فقال ؛ هذا الأمر أحتفظ فيه بيني وبين الأحوال المدنيه ؛ فكان يشد السامع بأسلوب بسيط وراقي وجاذب لايخلو من الدعابه لضمان عدم الملل وقد كانت الحلقه رائعة وسرد فيها الشيخ سيرة حياته المشرفه وإنجازاته الإستثنائيه . . .
قال تعالى ((أولم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها والله يحكم لامعقب لحكمه وهو سريع الحساب)) صدق الله العظيم . .
رحم الله شيخ القضاء وشيخ القبيلة وجعل قبره روضة من رياض الجنة وأصلح ذريته من بعده ووفقهم للسير على خطاه والإقتداء بسيرته العطرة ؛ إنالله وإناإليه لراجعون . . .>

شاهد أيضاً

رحل عامر المساجد

بقلم/ عوض عبدالله البسامي مات الهدوء ومات اللين والحلم وغربت التؤدة والأناة مات الشيخ الوقور …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com