جوري الغامدي
ولدتُ تهامية فكان قدرّي من الجمال أن اكون ابنة تهامة
وكان قدرّي الأعظم أن اكون جارة شدا ..
يتحدثون عن تهامة في ربيعها فقط وماعلموا أنها تسكنني عشقاً وحباً كل صباح ومساء
وهل بعد تهامة وطن يحكى فخراً وهل بعدها سماء عشق ؟
تباهيتُ بها ذات مساء حين زارها أميرنا المحبوب الحسام ..
الحسام الذي تراقصت له تهامة فرحاً كان الغيم يغمر سماءها وكُنّا نستشعر قدومه لنرى أحلامنا تتحققّ على يديه ..
فأصبحت سماء المخواة في حضوره كعيد مختلف لايضاهيه جمال ..
الحُسام الذي ولدت تهامة على يديه مرة أخرى وسطع لها نوراً جديداً ..
الحُسام الذي جعل البوصلة تشير إلى تهامة حيث يتجّه ..
تسابقت الأضواء لإلتقاط الصور وتسابق الجميع لزياراتها حتى أصبحت تتباهى بجمالها وجوها الساحر الدافئ ..
لم تكن زيارته لإفتتاح مهرجان ربيع الباحة ٤١ فحسب بل اختصر الوقت والجهد على أهالي تهامة نظراً لصعوبة جو الباحه شتاء فقام بتحقيق متطلباتهم فكان يسمع صغيرهم وينفذ طلب كبيرهم فماكان منه سوى سمّ ،ابشر ،تمّ، وقام بزيارة بعض المشائخ منهم من يطمئن على صحته ومن يستمع لمطالبه فكان منصتاً للجميع محباً كريماً أخاً وابناً و أباً للجميع ..
زيارة الحُسام لم تكن عادية بل كانت مؤشر بداية وهو يقول :
تهامة بالنسبة لي هي من أهم ما اعمل عليه الآن ليل ونهار، واتمنى أن تكون طلباتكم مُجابة .
في إفتتاح ربيع الباحة الـ ٤١
كنت اتساءل هل تهامة جميلة ليوم واحد فقط ؟
وكنت أرددّ ليتهم ياتهامة استشعروا جمالك روحاً لاحضوراً فقط !
تهامة دفء الشتاء وروح المساء وحنين الصباح تمنيت أن يكون صوت الشاعر فاضل الزهراني يشدو بلون الجبل في جبال شدا
كم كانت ستكون الصورة أبلغ وأعمق وأصدق
وأطربت كثيراً حين كان السالمي يتغنىّ ويردَّد :
الله على سلوة الروح
ديرة خذت طيب ومدوح
نفخر بها ونتباهى
اللي لها نشدّ ونروح
يزهى بها الكادي ويفوح
لاحلى الطبيعة خذانا
لون جمالي أنصف تهامه تناغم بين اللون والمكان أنيقاً حين يكتب الشعر بحِّس تهاميّ صادق فإنه يتوِّج الشعر والمنطقة
هذي مرابع تهامة
متعة وقيمة وقامة
بسفوحها وبحياها
الطيب فيها علامة
والجود في الطود شامة
مابه شدا إلا شدانا
كلمات تراقصت معها الأماكن فرحاً قبل أن يشدو بها شاعر الجمال السالمي ومنشد الإلهام الغامدي ..
اسماء أبدعت في تصوير الجمال التهاميّ ذات مساء شتويّ دافئ
أظل ابنة تهامة التي مهما صنعت لأجلها وكتبت فلن أفي جمالها وروعتها ولن أفي بالوصف لها !
تعلمت من شداها عشق الاعألي وعشق الهمم وقد علمتني معنى الإباء ومعنى القمم
مزون تهامة تجذب روحي واشتاقها وأنا بين أحضانها
بداخلي روح تهامية تتراقص مع الحاضر وتحِّنُ للماضي ..
حينما قال الحسام عن طريقة البنيان القديمة :
(والله إنها أزين من الحين )
شعرت بأن هذا الأمير الشامخ كشموخ شدا يحمل روحاً تهامية بسيطة جميلة كجمال الغيم تعشق موروثنا يترجم هذا الجمال ( ربيعنا تراث ) هذا الكرنفال الجمالي الذي ينظمه مجلس شباب الباحة بقيادة المبدع حازم ظهران ..
فقد صنع من تهامة أصالة الماضي وفخر الأهالي وتراث عريق استحقّ أن يُحيا وأن يُنظّم على يد الحُسام .
السطر الأخير :
أثق أن تهامة ستكون مثلما يجب أن تكون .>
تحية كبيـرة للأستاذة جوري الغامدي
مقال رائع بروعة كاتبته ..
إبداع لا يضاهى عدتي والعود أحمد
لا تغيبي فأنا متابعة لك بشغف الكتابة الجنوبية والمهتمة بالهوية الأرض والإنسان والموروث الشعبي الأصيل .
تحياتي لك ..
🌹🌹