فايع آل مشيرة عسيري
“أمجادل اللي في ديونك قد ترسبت”
إن كنت لا تعرف محايل قل السبت”
بهذه المقطوعة الشعبية تبدو محايل أكثر بهوا، وزهوا، فمحايل الأم هي بوصلة الشتاء، وتذكرة العبور حين يعصف الشتاء بأحلام جبال السروات حينها يلتحف محايل بلحافه الدريهمي، ويحتزم بـ”كمره” البني ويواصل رحلته العصماء، وقد شق ظلام فجره عصا يهش بها على غنمه. يشد أزره بدمَة إيمانية شعبية “يالله ياربي تعيننا والدهر تكفينا مصايبه” بذات اللهجة التهامية التي سكنت مخيلة ذاك الفقير وهو يردد في كل الطرقات. محايل ديرة المسكين. محايل.. “ولابد يا قرن أمخيضر تسمى محايل”. محايل السفوح والسهول والسروح. الحقول وروايات الدخن والذرة وسهيل أميماني. “وعندها يوم الاثنين في محايل صدفني” محايل الدفء الذي سكن سوقها كل فصولها، وظل شتاؤها الأجمل..سوقها الشعبي وإرث الأجداد الذين أوقدوا محايل فوانيس وأتاريك. وليالي العيد..! محايل وامتثال السنة الخليلية. الحنيذ وبائعات الخمير. وناي العم جابر يحيي معزوفة العرف، والشوق التهامي.هذا الفاصل تحديدا.. قد لا يجيد تفسيره غير من يشتم البرك والكادي والوادي ورحلة وصوله لصندقة الذكريات والحب وأصوات الباعة، ولغط المشترين، والعم زيلعي يوزع ابتساماته صباحا. الحبق، وبراد أصفر يمنحك حب محايل.. محايل القرى المستطيلة مع تاريخ عسير الموغل في القدم، وكأنها عقد مرصع بالذهب كلما بعدها التاريخ ازدادت قيمة وموروثا..محايل السنحات التقية والبساطة، وحسن المعشر..محايل وثنائية الصافي “أنا محايل أهدي لزائري قلبي وأنثر الشوق في سهلي وفي جبلي” محايل مشتى عسير وقلب تهامة النابض كلما توجعت حسناء السراة من برد السروات نادتها حسناء تهامة “أوطي محايل فديتش فمحايل أدفا”.
>