من تابع فيديو العم معيض الذي انتشر كالنار في الهشيم يشعر بكثير من الأسى والحزن على هؤلاء الأطفال الذين لم يرحم سوط العم معيض أجسادهم ولا براءتهم. لعلنا نفترض ونحن نتابع ذلك المشهد المحزن أن ذلك الطفل الذي قرر أن يُصورَ نفسه وأقرانه وهم يلهون، كان يحلم بأن يكون أحد مشاهير سوشيال ميديا أو أن يكون مصوراً بارعاً، او ان يعبر بطريقة بريئة مضحكه لإقرانه , وعبَّر عن هذا الحلم وهذه الرغبة باللعب أمام عدسة الكاميرا، ولكن العم معيض لم يُبق له شيئا من ذلك الحلم. وفي بيوتنا كم من طفل أراد أن يُشعِرَ نفسه بالاستقلالية وقيمة الاعتماد على النفس، فَمد يده إلي كأس الماء ليشربه بنفسه فكُسر بين يديه، ماذا تكون النتيجة، للأسف في الغالب يُكسرُ رأس هذا الطفل ونسحق كل معاني ثقته بنفسه وإعتماده على ذاته. ومن الحقائق المزعجة أننا حينا نغضب ونعاقب أطفالنا فإن السبب في أغلب الأحيان يكون أمراً لا يستحق مقدار ذلك الغضب الذي نَصُبُه على أجساد أطفالنا النحيفة. إن اتخاذنا من الضرب الوسيلة الوحيدة للتعامل مع أبنائنا، فهذا يعني أنني نرتكب خطيئة تربوية خطيرة، مع أن ديننا الحنيف ومن خلال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم عن عائشة رضي الله عنها قال :” ما ضرب رسول الله شيئا قط بيده ولا امرأة ولا خادما إلا أن يجاهد في سبيل الله” وقد يقول قائل إن اكتساب الهيبة لا يمكن إلا من خلال العقوبة والضرب، فهل هذا صحيح؟ سنترك الإجابة عن هذا التساؤل لذلك الأب الذي ظهر في أحد البرامج التلفزيونية وأقسم أنه ربَّى كل أولاده ولم يسبهم مرة، ولم يوجه لهم كلمة قاسية، ولم يضرب أحداً، فسأله المذيع مستغرباً، كيف يمكن أن يحصل هذا؟ فارتسمت إبتسامة على وجه ذلك الأب وقال: “أحرص أن أكون أباً مثالياً، أقدم كل شيئ لأولادي، وعندي قاعدة في الحياة تقول: “خطأ الابن سببه الأب، فإذا قدمت الشيء الجيد قلما تحتاج لاستخدام عقوبة”. لعلي وأنا أنظر للعم معيض قلت في نفسي ما الذي دفعه لفعل هذا؟ أكان متعباً وأزعجه هؤلاء الأطفال؟ أم استخدم أولئك الفتية جواله الخاص دون إذنه؟ أم تسببوا في تخريب مجلسه المنظم؟ وبغض النظر عن السبب فإننا جميعا رأينا الطريقة التي اعترض فيها العم معيض على الأطفال، لا أجد هنا كلمات أستطيع أن أكمل فيها هذه الفقرة، غير أني تذكرت تلك الحكمة المعلقة على جدار مؤسسة لرعاية الأطفال، كم من الأواني كسرناها ونحن نريد أن نضع فيها الزهور. وإنه من الغريب حقاً أن يُرصد تهافت الشركات و المؤسسات لإنكار ما حدث والمبادرة لتقديم الرعاية والرحلات وغيرها ، وجزء من هؤلاء لا يبغون المساعدة بحد ذاتها، وإنما يريدون ركوب الموجة وتحقيق الظهور الإعلامي , الم يكن ابناء المرابطين والشهداء, اولى بهذه الرعايات والاهتمام , اين اهتمامكم بالايتام واطفال الفقر في الازقة والاحياء بعيداً عن تزاحمكم بالتلميع الإعلامي . هذا ان اوفت وصدقت هذه الشركات بوعودها إننا عندما نلقى نظرة في المجتمع ونرى هذا المشهد، فإنه لا ينبغى أن نمر عليه مرور الكرام، بل لا بد من وقفة جادة ومصارحةٍ صادقة واستخلاصٍ أمين للدروس والعِبر، التي يجب أن نتعلمها ونطبقها في ميادين التطبيق، حتى لا نكون أنا أو أنت تماماً كذلك.
بقلم_ نوره السعد
>
سلمتي كاتبتنا الرائعة
مقالة اختصرت كل مافي البال ?
تحياتي لك أ.نورة ..