الوعود بفتح ملفات التحقيق
بعد الكوارث .. ومعرفة الأسباب بعد الفواجع .. تصريحاتٌ بالية .. وعباراتٌ ممجوجة .. اعتدنا سماعها من بعض المسؤولين الذين اعتادوا التقصير والإهمال !
وقوفٌ على جوانبِ الرّماد بعد خمود النيران المسْتعرة .. واستعراضٌ أمام فلاشات الكاميرة .. وتصريحات نارية
أمام الإعلام والمسؤول الأعلى ..
والنتائج : كسرابٍ بقيعة يحسبه الضمآن ماءً حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً !!
فواجعٌ تعرف أسبابها ..وتؤجل حلولها إلى ما بعد الكارثة .. وتناثر الأشلاء .. ونزف الدماء !
تحركٌ بعد فوات الأوان ..كطبيبٍ فاقد الضمير يستدعي سماعته للكشف على مريض قد فارق الحياة !!
وقد كان يطرب زمناً من سماع أنّاته ومواجعه دون حِراك !
مَن المسؤول عن تلك الكوارث التي باتت تلاحقنا في شتى جوانب الحياة ؟!
إنه موت الضمير .. وغياب الرقيب .. وتبادل التهم .. واللا مبالاة .. وتغطية الجروح بلا علاج أو دواء !
هناك إداراتٌ تملّك منها الفساد .. وأصبحت بأدائها عبئاً على الدولة
التي لم تألُ جهداً في خدمة المواطنين .. والتي بذلت الأموال الطائلة لرفاهيتهم .. حجب شمسها عنهم عديمو الأمانة والضمير .. وفاقدو المواطنة والنزاهة !
نتاجها حصاد أرواح .. وتدمير ممتلكات .. وتقهقر حضارة .. وتخلف شعوب .. وجِراح قلوب !
لكِ الله يا فتاة الرَّيْش .. وتقبلكِ في الشهداء .. والمهدوم شهيد .. جعلكِ الله منهم .
جبر الله قلوب أهلك .. وأسكن روعهم .. وأحسن عزاءهم .. وألهمهم الصبر .. وعوضهم الأجر .
فيا للوعة الفقد لفلذات الأكباد
لولا لطف الرحيم .. والإيمان بموعوده .. والرضا بمقدوره .. واليقين بأن ما أصابك لم يكن ليُخطأك .. وما أخطأك لم يكن ليصيبك .
وشفى الله المصاب من القلوب والأجساد !
وجزى كل فاسد ، ومهمل ، ومضيع لأمانته بما يستحق ..
وأصلح الحال والمآل .
جابر علي عسيري .>