صحيفة عسير : فايع عسيري
في ليلةٍ شاعرية عانق الساكتي سحاب أبها فأخذنا نحو فضاءات الحب الذي لا يشيخ سافر بنا في تراتيل المع حيث الطبيعة والطفولة والذكريات وأول تباريح الحب والشعر والمطر..حين يحدثك الساكتي تشعر بأنك تناغي الموسيقى عذوبةً وحساً مرهفاً راقياً..لم يخف إعجابه بأبها مدينة الحلم الذي يراها إلهاماً لكل العاشقين..وفي سيل أحاديثه نحاول أن نقتنص شيئاً من جماله والقه وهو يحتسي قهوته في فندق شفا أبها كي ينثر لنا عبر حواره الكثير من المعاناة والظروف التي شكلت ملامح الساكتي الشعرية..حوار اتسم بالعفوية والحب والكثير من الآمال والأمنيات والصعوبات والتحدي..
== ضيفنا العزيز وشاعرنا الجميل عبدالله أهلاً وسهلاً بك في صحيفة عسر
أهلاً بكم جميعاً من أصدقاء وأحباب .
**حدثنا عن طفولتكـ من خلال دراستكـ قريتكـ ذكرياتكـ.
طفولتي كطفولة اي قروي فيها من القسوة المعيشية الكثير فتح عينيه على اسرة حوله تصبح على كد وتعب وتنام على تعب التفكير في يوم أخر بالرغم انها كانت حافلة بالسعادة لقرب الجميع في وطننا الجبلي من بعض كل .
الدراسة اخر اخي سنة لندرس سويا لتبدأ رحلة الجسد الصغير ومعاناة تلك المرحلة من ضرب في المدرسة وضرب عند المذاكرة إلى معاناة الطرق الوعرة ومن انقطاعها عند السيول والدوام مشيا لمسافة بعيدة لطفل يحمل حقيبة كتب اثقل منه من الجبل نزولا للوادي وطلوعا في ظهيرة شمس حارقة فلم تكن الأسرة تترك لنا مجالا للتغيب الا في مرض ولا انسى شهامة احد ابناء وطننا حيث نسمي القرية وطنا كان يشفق علي ويحملها خاصة عند الطلوع.
كل شبر في جبلي له ذكرى كل قطرة مطر لها احتفاء وذكرى متجذرة في الروح اعيش لذتها الأن، ابي امي جدي جدتي اخوتي اخواتي ذكرى ترسم لوحات تمر ليل نهار في مرايا حياتي.
**من أثَّر في شاعرية الساكتي ..؟
المكان الغيم المطر الحب وكل صاحب حرف وجدُ فيه ذاتي .
**هل ترى بأن الشعر النبطي بدأ يأخذ مساحة من خلال المهرجانات والفعاليات ..؟
الشعر الشعبي هو نفس شعب لا بد ان يكون متواجدا دون تصنيف وان كان نبطين اسما فمفردته تنبع من المكان رغم انه يغلب الاحتكار وعدم الالتفات لغير اسماء معينة او متعارف عليها ولها شهرتاها في الساحة.
**يطغى الجانب الوصفي للطبيعة عن الساكتي كثيراً هل تتفق مع هذا الرأي..؟
كيف لا وقد ولد على صوت الرعد ولمعة البرق وليل مسريات المطر وجبل لا يفارق صبحه وعصره السحاب جبل مخضر العشب ،خرير غيول مائه و ثغاء ماعزه وزقزقة طيوره صوتها جميعا لا يفارق مسمعي إلى الآن .
**وجودك في مدينة شاعرية كأبها ربما يبعدك عن قريتك الأم
” رجال المع ” كيف تراها..؟
لم أغب عن ألمعي وعن جبلي الحالم فيه أبي الشامخ وامي الحنون فيه ابتساماتي ودمعي فيه عانقت الغيم والتعب والألم رعيت واستقيت وحرثت الأرض و حميت الزرع وحصده فيه أستقيت مع أمي الماء على دابتها فرحا بالركوب غدوا ورواح هي مهد الطفولة والحب ومراتع الصبا هناك تفاصيلي بل حياتي الحقيقية ، وأبهاي إمتداد للحب والعشق والجمال ففيها أجد نفحات جبل عطف المسكتة .
**ماذا قدم لك إصداركـ الأول ” القاطر “..؟
بالرغم من أنَّه نصوص فصيحة بعيدة عن توجهي كشاعر نبط إلا انه قدم لي تحقيق حلم كان يراودني فأصبح حقيقة فقد صار لدي منجز كتابي قدم لي معرفتك ومن مثلك من الأنقياء قدم لي فرح من حولي قبل فرحي قدم ان اقرأ كتابتك واحتفاءك في صحيفة عسير وقدم لي ان أقرأ رحيق وعطر أستاذي ووالدي الشاعر أحمد عسيري وهو يتحدث عنه في عموده في الوطن..
( الساكتي : مغني الحياة والمطر)
**القصيدة الحره” التفعيلة ” مثار جدل كبير عند الكثير من شعراء العربية فصيحاً ونبطياً. كيف تنظر لها..؟
لما الجدل وفيها الوزن والحس الطاغي والمفردة الجميلة التي تلامس شغاف الروح وهذي من جمالياتها .
وقد لقيت انتشارا كبيرا ً على المستويين الفصيح والنبطي حيث تعتمد شعر على الترنم الموسيقي والانسيابية في الكتابة .
**كتبت قصائد جميلة في الشعر الحُر فياليت تمنحنها شيئاً هنا .
رغم اني مقل فسأهديكم ما اتمنى أن تحوز على الرضى وأن أكون موفقا في الاختيار.
” بردان “..
ابحث عن دفا.. جيتك ابي حضنك دفا
اشواك ياغدر الزمن
والورد اهداب الوفاء
الليل .. وسراجي العتيق
ومدة اركام الغيوم
متضايقه من عزلتي .. تجمع بقايا دفتري
اللي احترق تحت الشموع البائسه
وباب الشتا من دون باب
اقلق زوايا غرفتي .. اقلق ثيابي ومعطفي
وبردان… انا بردان
الخطوة اقصاها الجليد
واصابع ايدي ترتجف
ماصرت قادر ارتجل وامشي على اطرف الرصيف.
برداااااان
العين فارقها النعاس .. تلمح مقابيس الحطب
والجمر قرب ينطفي… بلله مسيار الهجيع
وابقيت انا وحدي اصيح
ارحمني يافصل الشتاء ..ارحمني يافصل الشتاء
يكفي قسا.. طال المسا
دمعي همل ..جسمي نحل
الضيم لاعظامي وصل
بردان .. واحضانك آمل
بتلحف أنفاسك خفا ..خل الضلوع المتعبه
ترتل ايات الوفا.
ياغاليه ..ياغايبه خلف ازدحام الأمكنه
اهدي لي من خط استواك
جمرات منها ادفي
أغير افصول القلب
اعيش فصل ن اعشقه
على شواطي عالمك اللي يبادلني
الدفا…
**ماذا يفتقد له الشعر الشعبي؟
يفتقد الشعر و الشاعر الشعبي سويا للكثير فقل ما يجد الجهة الحاضنة والداعمة لنتاج الشاعر الذي له مسيرة طويلة ولم تسلط عليه الاضواء
كذلك المواهب الشعرية القوية اسوة بالفصيح الذي يجد النوادي الأدبية المهتمة بالأدب ككل.
لنجد الشاعر المبتدئ يسعى جاهدا لطرق باب المسابقات الشعرية ذات الحضور الجماهيري كي يختصر مسافات الزمن
والشاعر الغير مشهور في الساحة اكبر المتضررين لأنه يجتهد ويكافح ليكون له حضور او شبه حضور من خلال امسية او نشر قصيدة او شلة يفوز بصداها المنشد
حقاً لا يجد الالتفات حوله إن لم يكن لديه علاقات تقدمه ولو لأمسية شعرية واحدة كم من شاعر لدية من الدوواين لم يجد جهة تقوم بالطباعة والنشر او تدعمه ولو بقليل من التكاليف إن لم يدفع من جيبة الخاص وكيف يدفع والتكاليف باهظة هو في امس الحاجة لها.
** كلمة أخيرة ..!!!
شكرا لك ولصحيفة عسير ولكل القراء ودام الجميع في حب ووئام في وطن العزة والسلام
>