“من الكليني إلى الخميني في حبلٍ من مَسَدٍ” للبروفيسور الأستاذ الدكتور: عبدالعزيز الغامدي أستاذ العقيدة والمذاهب المعاصرة جامعة الملك خالد -أبهــــــا-

image

صحيفة عسير : فايع عسيري

    ما عاد بخافٍ  على أحدٍ اليومَ متابع أو غير متابعٍ أنّ إيران الفارسيّةَ هي أعدى أعداء الإسلام والمسلمين، وأنّها تسعى جاهدةً لضعضعة وحدة المسلمين، وشقِّ صفّهم، فتراهُم يُوضِعُون خِلال المسلمين بألسنةٍ أحلى من العسل، وضغينةٍ أمرُّ من الصبر وأنكى من الأَسَلِ، فتراهم يلبسون للمسلمين جلود الضأن من اللين، ويوهمون أتباعهم أنّهم أحرصُ النّاسِ على الدين، وقد صدّقهم من العربِ وسار في رِكابِهم، من لم تعتبره إيرانُ الفارسيةُ إلاّ من كلابِهم، فساروا خلفهم سير الناقة المخطومة، وأخذوا يلطمون مثلهم لطم اليائسة المكلومة ” وإذا تفرّقت الغنمُ قادتها العنزُ الجرباء” فالشيعةُ يعيشون في بلدٍ، وولاؤهم لبلدٍ، وخادمُ سيّدين يكذبُ على أَحَدِهِما، كما روّجت عبر وسائلِ إعلامها الكاذب، أنّها دولة قويّة، قادرةٌ على ضرب من تريد بيدٍ من حديدٍ، قريباً ان أو بعيد” هرّةٌ تأكل أولادها” شعارُها المعهود” الموتُ لأمريكا!! الموتُ لإسرائيل!! اللعنة على اليهود!!” وهو شِعارٌ استهلاكيٌ تصطاد به المغفّلين من أتباعها، الّذين اغتروا بكثرة الوعيدِ، وَشِدَّةِ التّهديد” والكلابُ النّبّاحةُ نادراً ما تعُضُّ” فليس بين أمريكا وإيران من فِصامٍ يُذكر، ولا عداءٍ يُشكر، فهم على سريرٍ واحدٍ ليلاً، ويتنابزون بالألقاب نهاراً، وأتباعهم” كالطير يرقصُ مذبوحاً من الألم” ويوم أن أراد الله فضحها، وإظهار زيفها وضعفها، كانت عاصفة الحزم التي أمر بها الملك الصالح: سلمان بن عبد العزيز سلّمه الله من كلّ شرٍ، وجعله للإسلام والمسلمين رِدْءاً ونصر، فجُنّ جنون الفرسِ، وعضُّوا على الأنامل من غيظهم بكل نابٍ وضرسٍ، فسارعوا للمحافل الدّوليّة يستصرخُونهم، وكانوا من قبل يستعدونهم، فبان ضعفُهم في الخافقين” فَمَا اسْتَطَاعُوا مِن قِيَامٍ وَمَا كَانُوا مُنتَصِرِينَ” فقد تمّ ترتيب الأمر بكلٍّ حكمةٍ وسياسة، وتم تدبيره بفضل الله بكل حِنْكةٍ وكياسَةٍ، فلما استيئسوا من المؤامرة الدولية، بثوا بين أتباعهم شرعيّة قتل أهل السنّة والجماعة في أي مكانٍ أو زمانٍ، وبثوا بينهم النصوص المدوّنة في مراجعهم الطافحة بالحقد والضغينة على أهل السنّة والجماعة بحجة أنّ أهل السنة والجماعة نواصبٌ!! أعداءٌ لآل البيت عليهم السلام!! كفّار!! مرتدّون!! قتلهم واجب يؤجرون عليه!! ومع هذه النصوص إلاّ أنّا لم نر أحداً من أبناء العمِّ سام يدرجهم ضمن دعاة الإرهاب ولو بالكلام؟!! .

كما لا يفتأ الشيعة الروافضُ بين الحين والآخر، بمناسبة وغير مناسبة: أن يتمسّحوا بمسوحِ المساكين، ويتزيّوا بزيِّ الطيبين الطاهرين، ويُظهروا أنّفسهم في صورة المظلومين المؤمنين، وأنّهم الوحيدون أنصار الإسلام، وأنصار آل بيت النبيّ صلى الله عليه وسلّم الطّيّبين الكرام!! وأنّهم أعداء اليهود والأمريكان!! ولهذا فهم مظلومون، مضطهدون، مُحاربون، وأنَّ أهل السنة والجماعة يُبغِضونهم، ويكفّرونهم، ويعادونهم!! وأثناء إقناع أتباعهم بذلك لم ينسوا أنّ يُطلقوا على أهل السنة والجماعة ألفاظاً بعيدةً عن الواقع، وسّعت الشّقّ على الرّاقع، كقولهم بأنّ أهل السنّة والجماعة: صدّاميون، بعثيون، إرهابيون، أمويون، عبّاسيون، أعداء آل البيت، قاعديون، سلفيّون، وهّابيون، دواعش … فإذا قالوا: الوهّابية، أو السلفية، أو غيرها من الألفاظِ السّابقة، فإن الأمر واضحٌ بأن المراد به أهل السنّة والجماعة، لكنّهم عند النّبز والتكفير والتعمية يطلقون على أهل السنة الجماعة عدّة ألفاظ غير هذه لعل ما يعنينا منها هو قولهم أنّ أهل السنّة والجماعة: نواصب، وعامّة، فتراهم يصفون أهل السنة والجماعة بأوصاف الكفر والنجاسة ولا يتورعون في لعنهم، واستباحة أموالهم ودمائهم وأعراضهم، ولكن باسم النّواصب، أو العامّة، ولا يتردّدون في إطلاق الكفر على أهل السنة والجماعة باسم النّواصب، وأنّهم أنجس من الكلب، وأنجس من بقيّة النجاسات!! وأنّ على الشيعي إذا اضطرّ لمصافحة النّاصبي أن يغسل يده!! لأنّهم أعداءٌ للنبي صلى الله عليه وسلم، وآل بيته الكرام، وعليه فلا يجوز للشيعي مناكحتهم، ولا أكل ذبيحتهم، وأنّهم أكفر من اليهود والنصارى!! وأنّهم أولاد بغايا، يجب قتلهم، وأخذ أموالهم، ولا يمكن اللقاء معهم لا في ربٍ، ولا نبيٍ!! ولا في إمامٍ، ولا يجوز موافقتهم لا في قولٍ ولا في عملٍ!! ويجب لعنهم وشتمهم وبالذّات الجيل الأوّل منهم وهم صحابة النبي صلى الله عليه وسلم!! وغير ذلك من الألفاظِ التي يُطلقونها على أهل السنة والجماعة، باسم النّواصب، أو العامّة، ينفّسون بها من أحقادهم، ويتوارون خلفها عن محاسبتهم، فهذا حاخامُ القومِ المجلسي يقول لأتباعه أنّ كل من خالفهم فهو كافر حلال الدّم، وأن هؤلاء المخالفين ليس لهم في دولتهم أيّ نصيب، وسوف يتم قتلهم بعد خروج المهدي، فيروي: عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال لي: يا أبا محمد كأني أرى نزول القائم عليه السلام في مسجد السهلة بأهله وعياله … قلت: فمن نصب لكم عداوة؟ فقال: لا يا أبا محمد ما لمن خالفنا في دولتنا من نصيبٍ، إنّ الله قد أحلّ لنا دماءهم عند قيام قائمنا()، ويقول شيخهم حسين آل عصفور: بل أخبارهم عليهم السلام تنادي بأن الناصب هو ما يُقال له عندهم سنّياً، ولا كلام في أنّ المراد بالنّاصبة هم أهل التّسنّن()، ويقول شيخ القوم وآيتهم العظمى: محسن الأمين” الخاصّة” وهذا ما يطلقه أصحابنا على أنفسهم مقابل العامّة الّذين يُسمَّون بأهل السنّة والجماعة()” فالعامّة إذاً هم أهل السنة والجماعة، وعليه فإذا ورد قولٌ فيه لعنٌ، أو تكفيرٌ، أو ردٌ لنصٍ من نصوص العامّة حسب تعبيرهم، فإن المراد من ذلك هم أهل السنّة والجماعة، كما يقرر علماء الرافضة أن أموال السنّي حلال كما دمه هدر، يجب الاستحواذ عليها، وينشرن هذا بين أتباعهم، لكن بشرط أن يدفع الشيعي المستحوذ على أموال السّنّي الخمس منها لهم، فيروون عن جعفر الصادق رحمه الله تعالى أنّه قال: خذ مال النّاصبي أينما وجدته وادفع إلينا الخمس()، وفي رواية أخرى ذكر القوم وجوب قتل السّنّي وإتلاف ماله بسرقته، أو أخذه، فرووا عن جعفر الصادق رحمه الله تعالى أنّه سئل عن مال النّاصبي فقال: فما تقول في ماله؟ قال: أتلفه ما قدرت عليه()،وعن داوود بن فرقد قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ما تقول في قتل النّاصب؟ قال: حلال الدّم، ولكن اتّقي عليك، فإن قدرت أن تقلب عليه حائطاً، أو تغرقه في ماءٍ لكي لا يُشهد به عليك فافعل، قال: فما تقول في ماله؟ قال: أتلفه ما قدرت عليه()، وفي راية” عليكم بالاغتيال()”، كما أطلق الرافضة على مخالفيهم بما فيهم أهل السنة والجماعة أنّهم أولاد زنا، وأنّ أمهاتهم بغايا، حيث رووا عن أبي جعفر أنّه قال: والله يا أبا حمزة إنّ الناسَ كلّهم أولاد بغايا ما خلا شيعتنا()، كما يقرر علماء الرافضة أنّ أهل السنة والجماعة ما هم إلاّ قردةٌ وخنازير وحمير خاصة الحجّاج منهم، وهذا ما أثبته القوم، ففي بعضِ مراجعهم عن جعفر الصادق رحمه الله تعالى أنّه قال لأبي بصير في مناسك الحجِّ: ما أكثر الضجيج والعجيج، وأقل الحجيج!! والّذي بعثَ بالنبوّة محمداً، وعجّل بروحه إلى الجنّةِ ما يتقبّل الله إلاّ منك ومن أصحابك خاصّة، قال: ثمّ مسح يده على وجهي وقال: يا أبا بصير انظر، قال: فإذا أنا بالخلق: كلبٌ وخنزير وحمار، إلاّ رجلٌ بعد رجلٍ!! ()_ يعني من كان منهم شيعيٌ – ولهذا فهم يحاولن الإفساد في الحجِّ لأنّ جميع الحجاج في كتبهم ما بين كلبٍ، وحمارٍ، وخنزير!!! .
وأخيراً ليس آخراً أعلن بحر علوم القومِ وآيتهم العظمى، أنّ الشيعة لا يمتّون إلى أهل السنة والجماعة بصلة، وأعلن الانفصال عن المسلمين بسبب خلافة الصديق رضي الله عنه، فقال وقد صدق فيما قال: لم نجتمع معهم – يعني أهل السنة والجماعة – على إله!! ولا نبيٍ!! ولا على إمام!! وذلك أنّهم يقولون: إنّ ربهم الّذي كان محمداً صلى الله عليه وسلم نبيه، وخليفته بعده أبو بكر، ونحن لا نقول بهذا الرّبِّ!! ولا بذلك النبيِّ!! بل نقول: إنّ الرّبَّ الّذي خليفةُ نبيّه أبو بكر ليس ربّنا، ولا ذلك النبيُّ نبيّنا() .
فمن يقتل أهل السنة والجماعة في العراق وسوريا والبجرين واليمن والأهواز وغيرها من البلدان التي ابتليت بالروافض ليس حزب الله اللبناني، ولا فيلق القدس وقائده قاسم سليماني، ولا جيش الحشد الشيعي” جحش” لا غيره من الأحزاب المتفنّنة في القتل والنّهشِ، لكن الّذي يقتل أهل السنة والجماعة هو الدين الشيعي بنصوصه الحاقدة الكاذبة والمؤلّفة زمن الدولة الصفوية من الكليني إلى الخميني في حبل من مسد .

>

شاهد أيضاً

دورة تدريبية عن “كتابة الرواية” بأدبي مكة

صحيفة عسير _ صيته العرجاني يعلن نادي مكة الثقافي الأدبي عن إقامة دورة تدريبية مجانية …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com