.
صحيفة عسير – سالم عروي :
( صدى القادسية )
للهِ أَمْــرٌ فـي الـخُـطـُـوبِ الـجـَـاريـَـة
ولـهُ تـعَـالــَى حِـكمـةٌ في الـماضِـيـَة
مَـلـكُ الـمـلــوك تـقَــدّسَـتْ أَسـمـاؤُه
رَبٌ عَــلـيـــمٌ بـالأمُـــورِ الـخَــافــيــة
ما بـَـالُ قَـومي تَـسـتـغـيـثُ ديارهُم
وكـأنـَّهُــمْ أعـْجـَــازُ نـخْــلٍ خــاويــة
فالـوَضْعُ أصبـحَ للبصـائر والـنُّهـى
كالشمسِ في كبدِ السماء الصافيـة
بالأمـسِ بـغــدادُ الـرشيــدِ تَمـزّقـت
أشْـلاءَ .. من عَـبَثِ الكلاب العـاوية
واليَوم أرضُ الشّـام تَنزفُ شَعـبَها
مِن غـدرِ طاغُــوتٍ يُـساندُ طـاغيـة
كَـم مـنْ فتـاةٍ كـلَّ يـومٍ تُـغْـتـَصبْ
وتبِــيـتُ في ذلٍ وضَعْـفٍ بـاكـيـَـة
تَشكُـو إلى الله العظـيـمِ هَـوانَـها
يا أُمّــةً كـانت تُـغيــْثُ الشّـاكـيـَة
والشيخُ يُـقتلُ والصّـبيّـة والفَـتى
حتى غـَدى وأْدُ الـرِّجَـالِ عَـلانيـة
بِـتْـنـا نُـضـامُ بـفـارسٍ وعبيدها
لـمَّـا رَأوْنـا أُمــةً مُـــتــراخِــيـــة
في كـلّ يومٍ تُستباحُ لـنا حِمَى
والله أعْـلـمُ مَـن تكـون التاليـَة ؟!
هَـل تعلمونَ بأي ذنبٍ قَـتْـلـُنا ؟؟
الذنـبُ أنّا لا نَـسُبُّ مُــعـاويـة !
يــتَــزلّـفُـونَ بـآل بـيـتِ مُحمـدٍ
كـَذِباً .. وعـائشةٌ لدَيهم زانيـة !
غـِـلٌّ تأصَّـلَ من هَـزيمةِ جـدّهم
أحـفـاد رُستمَ والجموعَ الجاثية
وااحسـرتاه على خيول صحـابةٍ
كانتْ تطـوفُ القادسيـةَ عــاديَـة
تَـعـدُو وفـوق ظُهُـورِها قـومٌ لـهم
في نُصرة الاسلامِ ضَربُ زبانية
من خـلْـفِ سعْدٍ أمـّـةٌ تَصْبُو إلى
جناتِ عـدنٍ ذي القطوف الدانيـة
أينَ ابنُ عَمروٍ وابن عُتبـةَ هاشـمٌ
أين الأشـاوسُ والجـبـاهُ العاليـة
سَادُو على إيوانَ كِسْرى/كيف لا ؟!
والجُـنـْـدُ أُسْـدٌ والخـليـفـةُ داهيـة
(عُـمَـرُ) الذي بالحقِّ أخْـمدَ نارهم
ضَرباً بحـدِّ السّيفِ ليس طواعـيَة
عُـمَـرُ الـذي بالـعـدلِ أنـشَـأَ دولـةً
في ظـلّـها كانَ الجميعُ سَواسِـيَة
عُـمَـرُ الـذي بالزهدِ عـاشَ كرامـةً
حِيـنَ اشـتـرى بالدارِ داراً غاليَـة
عُـمرُ الـذي عَــرفَ الإلهَ فألْـهَـمَـهْ
يومَ اعْـتلى صَوتٌ ينادي (سَارية)
هَـيـْهاتَ أن يأتي الزمانُ بمِثلـهمْ
قَـرنٌ كـهَـامَاتِ الجبالِ الـرّاسِـية
كـلُّ الحيـاةِ إلى الفَـناءِ سبيـلُـها
والنَّـفـسُ يـوماً لا محَـالـة فـانيـَة
فالْـزَمْ طَريقَ الحقِّ والْتزم الرّضا
إنَّ الـمَـفازةَ للـنـفـوس الـرّاضيَـة
عَـجَـبـاً لـميـلادِ الـعـبـادِ وموتـها
تأتيـكَ عَـاريةٌ .. وتـَذهبُ عَـاريـة
وكـأنّـمَا الـدُّنـيـَـا وَديـعَـةُ لـيـلــةٍ
عِندَ الصّبيحةِ تُستَردُّ كَما هِـيَـه
يا ربُّ إنَّ الـنـاسَ قَد جَمَعوا لَـنا
كَيـْلا تـَكـونَ لأهـلِ دينـكَ باقـيَـة
جَعَـلـُوا رُويْـبِضةَ الـعَوَامِ مُفـوّهاً
وتصدّرت جمْعَ الـمحافلِ غانيَـة
وتكَالَـبتْ كلُّ الـمـذاهبِ والنِّحـَل
يتربَّصُون بِنـا فِـجَـاجَ الـهـاويـَة
يا هَازمَ الأحزابِ ألْحِـقْ شَملهُم
عـَاداً ومَدْيَـنَ والقـرونَ الخَـاليـَة
بالظُـلّـةِ الـكُـبْـرى وريـحٍ بأْسُها
سَـبـْعاً بلَـيْـلٍ والتّمـَامُ ثمـانـيـة
يا أُمـّـةَ الــقُـرآنِ إنَّ مَــقـَـامَـنا
بالدِّينِ يَعْـلو لا بشَدْوِ الشّادية
نحنُ الـكِــرامُ ولا يـلـيق بمثـلـنا
تَــْركُ الثـمينةِ وارتِـضَاءُ البالِيَـة
مـا بـالـُنـا نَـعـتـادُ ذُلَّ زمَـانـنـا
وكأنَّ حَـالَ الـذُّلِّ صَارَ رفاهِـيَة
وَيلٌ لَـنا إنْ كـانَ عِـرضُ حـَرائرٍ
ما عَاد شيئاً في القلوبِ اللّاهيَة
وسَتـذكرون مـقَـالـتي حَـتْماً إذا
جَـدّتْ خُطوبٌ في السّنينِ الآتية
حسن صالح جواح الوادعي >